بعد مكاسب الشهر الماضي..
ضربة موجعة تطيح بأفراح مصدري البصل إلى السعودية
كتبت ـ جميلة حسن ـ شيماء عبد الرحمن"جليلة": زيادة المعروض تسبب في تراجع الأسعار.. وخسائر المصدرين ليست كبيرة
"عيد": الحل في "التقنين".. ويجب تعويض المصدرين
اشتكى بعض مصدري البصل من خسائر لحقت بهم بعد أن أغلقت الحلقة الرئيسية للخضار والفاكهة في جدة، على إثر اكتشاف حالات مصابة بكورونا بين العمال.
وجعل قرار الإغلاق الفجائي للسوق مصير البصل الذي وصل إلى المملكة العربية السعودية مهددًا بالخسائر، فبعضه أصبح مطروح في الشوارع بعد امتلاء الثلاجات.
واختلفت آراء المصدرين حيال الوضع، حيث أكد بعضهم أن الأضرار كانت بسيطة، فيما أكد آخرون أن أكثر من 100 مُصدّر خسروا مئات الملايين جراء الإغلاق.
خسائر كبيرة
وقال حسين مصطفى، صاحب شركة تصدير حاصلات بستانية في الدقهلية، إن ذلك القرار تسبب في خسائر كبيرة للمصدرين، موضحًا أن التسعيرة كانت 2.5 ريال لكيلو البصل الأبيض، و3 ريال للبصل الأحمر، ثم تم تخفيض السعر، لدرجة أن سعر كيلو البصل وصل لنصف ريال، وكذلك تم عرض كميات كبيرة من البصل الهندي واليمني بجانب البصل المصري، ونفس المشكلة موجودة في باقي أسواق الخليج.
وطالب "مصطفى" بتدخل المسئولين لحل المشكلة، مؤكدًا أن المصدرين لن يتمكنوا من إيجاد حل لهذه المشكلة وحدهم دون تدخل المسئولين ومخاطبتهم للجانب السعودي.
وتابع: "المصدرين مُطالبين بتسديد مبالغ كبيرة للموردين والمزارعين، وبعضهم مُطالب بتسديد قروض للبنوك".
التقنين ضرورة
وذكر عبد الخالق عيد، رئيس مجلس إدارة شركة السبع لتصدير الحاصلات الزراعية، أن المصدرين خسروا ملايين الجنيهات، فسعر البصل وصل لنصف ريال، والمصدرين الآن غير قادرين على الوفاء بإلتزاماتهم.
وأكد "عيد" أن التجار الصغار هم من يعانون، والتصدير أصبح بحاجة لتقنين، فبدلًا من تصدير 1000 حاوية بصل مثلًا، يمكن إرسال 200 حاوية، وكل شركة يمكنها أن تعمل حسب حجم تعاملاتها، وبذلك نتمكن من السيطرة على الأمر، ونحقق توازن بين السوق المحلي والتصدير، ونتجنب حدوث أي خلل أو ارتفاع الأسعار في السوق المحلي، مع ضرورة فتح أسواق جديدة.
وأشار "عيد" إلى ضرورة تقنين تصدير البصل لأسواق الخليج، حتى نتجنب حدوث تلك المشكلة مرة أخرى، وهو الأمر الذي يحتاج لتدخل المجلس التصديري وهيئة الغذاء وإدارة الحجر الزراعي، مطالبًا وزارة التجارة والصناعة بتعويض المصدرين، فالأمر خارج عن إرادتهم والخسائر كبيرة، والمشكلة بحاجة لتدخل عاجل من المسئولين.
كميات قليلة
وقال فهمي جليلة، مصدر بصل، إن تصدير البصل إلى السعودية مستمر، إلا أن البعض تعرض في الأيام الأخيرة لخسائر، مؤكدًا أن الخسائر ليست كبيرة، ووقعت في كميات قليلة، وليست كل الكميات التى تم تصديرها.
واستنكر "جليلة" محاولات البعض بتصدير صورة عن وجود أزمة في تصدير البصل، مؤكدًا أن المصدرين باعوا البصل في الشهر الماضي بأسعار عالية، وحققوا أرباح كثيرة، مضيفًا أن الخسارة التى تعرض لها البعض مؤخرًا كانت في كميات قليلة وليس في كل الكميات التي قاموا بتصديرها.
وأوضح "جليلة" سبب الخسارة التى واجهها البعض حيث قال: "سوق البصل في العالم تعرض لخسائر، والبصل كان يُباع في السعودية خلال الشهر الماضي بأسعار مرتفعة، حيث بلغ سعر كيلو البصل 5 ريال، وأدى ارتفاع الأسعار إلى إقبال المصدرين المصريين على التصدير إلى السعودية بكميات كبيرة، وتزامن مع تصدير المصدر المصري للبصل قيام دول أخرى مثل السودان واليمن والهند بتصدير البصل إلى السعودية، فأصبح المعروض من البصل في السعودية كبير وانخفض السعر إلى أن وصل إلى ريال ونصف ريال، كما أن ارتفاع تكلفة الشحن خلال هذه الفترة أثر على المصدر وجعل بعضهم يشعر بالخسارة".
تسويق بالعمولة
وأضاف أن أغلب المصدرين يسوقون منتجاتهم بالعمولة، وليس بناءً على تعاقدات مسبقة بأسعار محددة، لذلك يكون سعر البصل متوقف على العرض والطلب، وأسعار البصل في أسواق مسقط ودبي حاليًا ليست مجزية بفعل وجود البصل الهندي والسوداني واليمني، وأصبح السوق السعودي هو الأنسب بالنسبة للمصدرين، لكن المصدرين أغفلوا وجود دول أخرى مصدرة للبصل للسعودية، كما أن السوق السعودي فقد على إثر جائحة كورونا 15 مليون مواطن أجنبي كانوا يمثلون قوة شرائية للبصل، وكل ذلك أثر على الأسعار.
ونفى "جليلة" أن تكون هناك خسائر بالملايين في سوق البصل المصري، مضيفًا أن تراجع الأسعار في الفترة الحالية لا يعد أمر جديد، ويحدث في كل عام يزداد فيه المعروض من البصل مقارنة بالطلب، مؤكدًا أن أسعار البصل بدأت تتحسن منذ يوم أمس، وستشهد الفترة القادمة تحسنًا أكثر في أسعار البصل خاصة مع اقتراب إنتهاء موسم البصل السوداني واليمني.