في حوار هاتفي مع ”الأرض”:
د. سمير النجار: نتوقع تراجع في صادرات البطاطس 2020.. وخسائر هذا الموسم لن تعوضها مكاسب 100 عام
حاوره: محمود البرغوثيقال الدكتور سمير النجار رئيس مجلس إدارة شركة "دالتكس" للتنمية الزراعية، وأحد أكبر مصدري البطاطس في مصر والشرق الأوسط، إن صادرات البطاطس المصرية في 2020 لن تصل كماّ إلى ما وصلت إليه في 2019، مؤكدا أن خسائرها هذا الموسم قاصمة لظهر المزارعين والمصدرين.
وقال النجار في حوار هاتفي مع "الأرض": إن خسائر البطاطس هذا الموسم، بسبب أزمة "كورونا"، لن تعوضها مكاسب 100 عام، وذلك للمزارعين أو المصدرين على السواء.
* معنى ذلك أن هناك خسائر فادحة للقطاع الزراعي؟
ـ خسائر فدان البطاطس في الأراضي الصحراوية (الخاصة بالتصدير)، هذا العام ستبلغ نحو 30 ألف جنيه، مقابل 20 ألف جنيه لكل فدان منزرع في أراضي الدلتا، ولن يحقق محصول 2019 ربع تكاليف إنتاجه، بسبب ما تعرضت له أسواق العالم في ظل جائحة "كورونا".
* وما النتائج المترتبة على هذه الخسائر؟
ـ نتائج مرعبة وكارثية، وستعوّق عمليات زراعة البطاطس في مصر في العروة الشتوية المقبلة، كما ستكون سببا رئيسيا في خروج الكثير من المصدرين من السوق، بسبب خسارة رؤوس أموالهم، "حيث أن كبار المصدرين هم أساسا من كبار المنتجين في الصحراء".
ـ إن من زرع 1000 فدان بطاطس، خسر مبلغا لا يقل عن 30 مليون جنيه هذا العام، "وهو مبلغ يحد من قدرات كبار المصدرين على مواصلة أعمالهم بالمعدل الطبيعي".
* الأخبار المتداولة تقول إن العالم في حاجة إلى زيادة مخزونه من الأغذية في ظل أزمة كورونا .. فكيف تتأثر الصادرات الغذائية سلبا؟
ـ معظم إنتاج البطاطس لا يوجه للاستهلاك التقليدي في المنازل، إلا في مصر وبعض الدول العربية، لكن يوجه إلى المطاعم، وإلى مصانع التجهيز "نصف المقلية"، حيث اعتاد المستهلك الأوروبي وشريحة كبرى من المصريين والعرب حاليا، على الكيس المعبأ بالأصابع "نصف المقلية"، وقد أغلقت المطاعم والمصانع أبوابها، وبالتالي ألقت بكميات لا تقل عن 14 مليون طن بطاطس في الأسواق، وهي كمية قضت على حصة مصر وغيرها من الدول في السوق الأوروبية.
* وماذا عن السوق المصرية؟
ـ المساحات التي زُرِعت بالبطاطس في 2019، أكبر من المساحة المطلوبة لإنتاجية متوازنة، وبالتالي زاد الإنتاج على الحد المطلوب، سواء للاستهلاك المحلي، أو للتصدير. كما أن مطاعم مصر أيضا أغلقت أبوابها، وبالتالي فإن شريحة كبرى من التي كانت تحصل على منتجات المصانع "الأصابع نصف المقلية"، خرجت من السوق، كما بالغت المصانع المتعاقدة مع المزارعين هذا العام، في اشتراطات الجودة، فرفضت كميات كبيرة من الإنتاج، بعد أن عطلت شاحنات البطاطس أمام أبوابها أياما عديدة، حتى كبدت مزارعيها خسائر فادحة.
* وماذا عن الإيراد العام لهذا الموسم .. للمزارعين والمصدرين وخزينة الدولة من العملة الصعبة؟
ـ العالم تجمعه حاليا سياسات اقتصادية وآليات سوق واحدة، فبعدما كان سعر طن البطاطس في أوروبا 190 يورو، هبط إلى 40 يورو فقط بفعل أزمة "كورونا"، حيث زاد المعروض عن طلب الاستهلاك بكميات كبيرة، حتى بات سعر إعدام البطاطس أعلى من سعر بيعها، وبالتالي فالحديث عن كم الصادرات لا يفيد، ما دام الإيراد يتراجع بنسة لا تقل عن 70 % هذا العام بالنسبة لبطاطس التصدير، وبما لا يقل عن 45 % لبطاطس الدلتا التي تُطرَح في السوق المحلية؟
* وماذا تتوقع بالنسبة لزراعات البطاطس في مصر العام المقبل؟
ـ بطاطس التصدير (العروة الشتوية) تُزرَع بتقاوي كسر محلية، وعلى الرغم من ذلك، لن يجد المزارع، كبيرا أو صغيرا، أموالا لزراعتها بالمساحات التي اعتاد عليها في الأعوام الماضية، حيث تبلغ تكلفة زراعة الفدان في الصحراء نحو 55 ألف جنيه، مقابل نحو 35 ألف جنيه لزراعة فدان في الدلتا.