هل يمكن تناول اللحوم المصابة بطفيل ”الساركوسيست”؟.. رئيس لجنة سلامة الغذاء تجيب
كتبت ـ جميلة حسنحذرت الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، من تناول اللحوم المصابة بطفيل الساركوسيست، مؤكدة على ضرورة الاستغناء عن اللحوم المصابة وعدم تناولها، فعلى الرغم من أن الطفيل لا ينتقل للإنسان إلا أنه يفرز سم الساركوسستين والذي يسبب اضططرابات معوية معدية تتراوح ما بين القئ والإسهال وآلام المعدة .
وأوضحت أن طفيل الساركوسيست عبارة عن حويصلات تصيب عضلات الحيوانات المختلفة والطيور والثدييات وكذلك الإنسان، وتكون هذه الحويصلات بيضاوية أو صنوبرية الشكل تشبه لسان العصفور ولونها أبيض أو مائل للإصفرار قليلا، ومنها حجمان، الكبير منها يُرى بالعين المجردة وقد يصل طول الحويصلة عدة سنتيمترات قد تتعدى 4 سم أو أكبر تبعًا لعمر الحيوان المصاب، فكلما زاد الحيوان في العمر أو زاد عمر الإصابة زاد حجم الحويصلة، أما النوع الصغير منها فلا يُرى إلا مجهريًا.
وأضافت أنه دورة حياة الساركوسيست تتميز بأنها غير مباشرة، فهي تحتاج إلى عائلين، وتنقسم دورة الحياة إلى أربع مراحل، كل مرحلتين تتم داخل عائل، وهما:
*دورة الحياة بالعائل النهائي:
تكون البداية عندما يبتلع العائل الأساسي كالقطط أو الكلاب أو الإنسان لحوم "غير مطهية" مصابة بحويصلات الساركوسيست، فتتحرر من الحويصلات داخل الأمعاء، وتتم مرحلة التزاوج الجنسي أو تكوين الأكياس البيضية في الخلايا المبطنة لجدار الأمعاء الدقيقة، بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية وهي نضوج الأكياس البيضية وإخراجها مع البراز، والكيس البيضي يتكون من كيس خارجي بداخلة كيسين كل منهما يحتوي على أربعة اسبوروزيت وقد يتكسر الكيس الخارجي وتشاهد الأكياس الداخلية كل منها على حدة.
*دورة الحياة بالعائل الوسيط:
تحدث العدوى للعائل الوسيط عندما يتلوث طعامه أو شرابه بهذه الأكياس، وتتحرر من الأكياس بالأمعاء، وتتم المرحلة الثالثة وهي مرحلة التكاثر اللاجنسي بالخلايا المبطنة للأوعية الدموية وتنتهي دورة الحياة بمرحلة تكوين الحويصلات بالعضلات.
ويعتبر الإنسان عائل نهائي لنوعين من الساركوسيست، أحدهما يصيب الأبقار والآخر يصيب الخنازير، وإن كان قد ثبت وجود حويصلات الساركوسيست في عضلات الإنسان ومن ثم يعد كعائل وسيط.
وأكدت أنه لا توجد أعراض ظاهرة أو أعراض مميزة للإصابة بالساركوسيست، ومع ذلك فإن المرض له صورتان حسب نوع العائل:
*صورة معوية وتكون بالعائل النهائي حيث يُصاب باضطرابات معوية من إسهال وقئ وآلام بالبطن.
*صورة عضلية وتكون بالعائل الوسيط حيث تُصاب العضلات بالحويصلات فتؤدي إلى التهاب العضلات وتورمها، وقد تؤدي الإصابة بالساركوسيست إلى الإجهاض في الأبقار والأغنام، بجانب هزال وفقدان في الوزن ونقص في انتاج اللبن.
وتُشخص الإصابة بحويصلات الساركوسيست بالحيوانات بعد الذبح، فإذا كانت من النوع كبير كما في الجاموس فهي ترى بالعين المجردة بعضلات المرئ وعضلات القوائم الأمامية والخلفية وباقي عضلات الجسم عندما تنتشر الإصابة، أما في النوع الصغير فيتم تشخيصها معمليا عن طريق الميكروسكوب، أما التشخيص في العائل النهائي فيكون عن طريق فحص براز القطط أو الكلاب أو الإنسان للأكياس البيضية .
ولا يوجد علاج خاص بالساركوسيست، لكن تستخدم بعض الأدوية لتقليل حدة الأعراض المزمنة وكذلك إلتهاب العضلات.
وللوقاية من طفيل الساركوسيست، نصحت رئيس لجنة سلامة الغذاء، بعدم أكل اللحوم إلا بعد طهيها جيدًا، وذلك بالغليان لمدة أو تعريضها لدرجة حرارة تزيد عن 70 درجة مئوية، وكذلك عدم ترك الكلاب والقطط بالمجازر لمنع إتمام دورة حياة الطفيل بها وأيضًا بحظائر التربية المنزلية حتى لا تنقل الطور المعدي للحيوانات، والتخلص الآمن من الأجزاء المصابة بحويصلات الساركوسيست بالمجازر، مع التشديد على عدم الذبح، وكذلك عدم شراء اللحوم من مذبوحات خارج المجازر الحكومية للتأكد من الإعدام الآمن للحوم المصابة وكذلك لضمان عدم استهلاك لحوم مصابة بها.
وأشارت إلى ضرورة فحص اللحوم جيدًا، وعند ذبح لحوم الأضاحي يجب فحص عضلات الخد والبلعوم والقلب والحجاب الحاجز، حيث يوجد الطفيل في العضلات كثيرة الحركة والعمل.
ولفتت إلى أن كثير من المستهلكين لا يستطيعون التفرقة بين طفيل الساركوسيست والدهون، موضحة أن الدهون تتخلل أنسجة العضلات خاصة في اللحوم البقرية وتشبه الخيط الغليظ أو الدوبار وعند نزعها تخرج على هيئة شريط طويل.