إنتاج أزهار الورد في الزراعة المحمية
كتب ـ محمود البرغوثىسيتم الإحاطة والتركيز على انتاج أزهار الورد في البيوت البلاستيكية حيث يصبح الأمر أقرب إلى الصناعة منه إلى الزراعة حيث يجب توفير كل ما تحتاج إليه الشجيرة حتى تعطي اكبر انتاج ممكن بأفضل نوعية أزهار قطف.
بعض أصناف الورد الجوري المخصصة لإنتاج ازهار قطف
يتم في البيوت البلاستيكية زراعة أصناف الورد الحديث، والغراس تكون مطعمة على أصل قوية، وهذه إما أن تكون إنتاج محلي أو من الدول المجاورة عبر زراعة الانسجة حيث بعد الانتهار من عملية التقسية تكون مزروعة في أصص بلاستيكية صغيرة ضمن وسط نمو من الدبال، او تكون مستوردة ملشاً ضمن أكياس بلاستيكية مغلقة ومعبأة في صناديق كرتونية.
يجب استلام الغراس المستوردة من المرفأ أو من المطار حال وصولها. وإذا تعذر ذلك يجب إبقاؤها في ظروف تخزين على درجات حرارة لا تتجاوز 10 درجات مئوية.
وفي حال وصول صناديق الغراس إلى المزرعة يجب أن تدخل إلى البرادات وتخزن على دراسات حرارة بين 2-5 درجات مئوية.
يجب فتح الصناديق ومعاينة الغراس وفي حال ظهور أن الرطوبة قليلة، ينصح برشها بالماء الرذاذي ، وإعادة إغلاق الأكياس البلاستيكية.
في ظروف التخزين المشار إليها أعلاه ومعاينة الرطوبة على الغراس يمكن ابقاؤها مخزنة لمدة سبعة أيام في المزرعة.
2 – الزراعة Cultivation:
قبل الزراعة يجب التأكد من أن التربة مجهزة بشكل جيد، حيث يجب الاهتمام بالطبقة السطحية حتى عمق نحو 40 سم. ينصح بإضافة السماء العضوي المتخمر 10-8 م3 للبيت البلاستيكي النظامي وكذلك إضافة الخفان البركاني والرمل لتحسين النفاذية ، ويجب تعديل درجة التركيز الهيدروجيني (PH) ليتراوح بين 5.5 – 6.5.
تزرع الغراس على أبعاد 25 × 25 سم ولكن قبل الزراعة مباشرة ينصح بقص نهايات الشعيرات الجذرية بحيث ينصح بالإبقاء على طول جذور يتراوح بين 25-10 سم. تحفز الجور بعمق اكثر قليلاً من 25 سم ثم توضع الغرسة بحيث تكون جذورها قائمة في الجورة، ويجب ان تبقى نقطة التطعيم فوق سطح التربة بنحو 3 سم، ثم يردم تراب الحفر فوق الجذور ويرص جيداً.
بعد الزراعة ينصح وفي غضون ساعتين بري الغراس بالخرطوم لضمان توضع الجذور بشكل صحيح في الموقع، في اليوم التالي يمكن إجراء بعض التقليم الخفيف على المجموع الخضري للغراس.
عند اكتمال زراعة كامل البيت البلاستيكي لغراس الورد ينصح برش بمزيج من المبيدات الحشرية والقطرية للوقاية من العناكب الحمراء والأمراض الفطرية.
3 – تأثير العوامل البيئية على نمو الورد
- الحرارة:
درجات الحرارة الواجب المحافظة عليها في البيوت البلاستيكية المزروعة بغراس الورد خلال الأسابيع الثلاثة الأولى يجب أن تنحى باتجاه البرودة حيث يمكن أن تصل إلى 5 م كحد ادنى ليلاً وإلى 12م كحد اعلى نهاراً.
وبعد نحو ثلاثة أسابيع يبدأ المجموع الجذري بإعطاء جذيرات جديدة، وعندما يمكن رفع درجات الحرارة تدريجياً لكي تصبح 16 مئوية ليلاً ودرجات الحرارة النهارية إلى نحو 20-21 مئوية في الأيام الغائمة و 24-28 مئوية في الأيام المشمسة.
انخفاض درجات الحرارة في البيوت المحمية الانتاجية إلى ما دون 10 درجات مئوية يؤثر سلباً في الانتاج وفي نوعيته، وإذا وصل الانخفاض إلى نحو 6 درجات مئوية ينخفض بشدة معدل النمو ويتوقف تقريباً إنتاج الأزهار من الأفرع الجديدة، والبراعم الزهرية الموجودة تنتج أعداداً إضافية غير نظامية من البتلات تسبب في انفجار الكأس وتكون ألوان بتلاتها باهتة ومواصفاتها الشكلية والنوعية رديئة.
ارتفاع درجات الحرارة على 30 مئوية تؤدي إلى انتاج ازهار صغيرة الحجم وتحوي عدداً ضئيلاً من البتلات، كما ان النمو الخضري يصبح طرياً والأفرع رفيعة ولينة نتيجة لانخفاض كميات ماءات الفحم التي تنتجها عملية التمثيل الضوئي.
التحكم في درجات الحرارة في البيوت البلاستيكية يتم شتاء من خلال الحراقات التي تدفع بالهواء الساخن على طول البيت، ويمكن تنظيم الدرجات المطلوبة عبر الثرموستات، وفي الصيف يتم تظليل البيوت وتكليسها لإنقاص الشدة الضوئية واستخدام المبردات الصحراوية التي تسهم في إنقاص درجات الحرارة إلى الحدود المطلوبة.
- الشدة الضوئية والإضاءة
يتبع إنتاج الازهار لغالبية أصناف الورد منحنى شدة الضوء على مدار السنة، فالإزهار مرتفع ربيعاً وصيفاً نتيجة للشدة الضوئية المرتفعة ولطول عدد ساعات الإضاءة الطبيعية في اليوم قبل حلول الظلام. والعكس صحيح فالإنتاج منخفض نسبياً خلال أشهر الخريف والشتاء. التفاعل بين شدة الإضاءة ودرجات الحرارة خلال أشهر الصيف يؤثر سلباً في إنتاج الورد ، الأمر الذي يحتم على المنتجين تغطية البيوت البلاستيكية بشباك التظليل او تكليس البيوت بهدف المساهمة في تخفيض درجات الحرارة، على ألا تنخفض الشدة الضوئية عن 54 كيلو لوكس داخل البيت البلاستيكي .
وعندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض في اوائل الخريف يجب إزالة التظليل.
كان الاعتقاد السائد قديماً أن الورد لا يستجيب للتزويد بالإَضاءة الاصطناعية خلال الليل ولكن الأبحاث الحديثة سجلت زيادة في الانتاج تتراوح بين 50 إلى 240 % وذلك حسب الصنف والوقت من العام وطبيعة الشتاء. ففي البلدان التي تتميز بشتاء غائم وماطر معظم الأيام تكون الاستجابة للإضاءة الاصطناعية أكبر. لوحظ أن زيادة الإنتاج كانت في معظمها من تفتح الأزهار على سوق قصيرة نسبياً.
لم يتم تنفيذ أي دراسة في ظروف بلادنا على تزويد الورد في الزراعة المحمية بالإَضاءة الاصطناعية خلال أشهر الشتاء، ولكن في دراسة على النصف تروبيكانا Tropicana في ظروف شتائية مشابهة لشتاء بلادنا تم تسجيل زيادة في إنتاج الأزهار عند تزويد البيوت من الغروب حتى الفجر بإضاءة اصطناعية من مصابيح الصوديوم ذات الضغط العالي Sodium Vapor التي حققت شدة ضوئية نحو 4.3 كيلو لوكس على قمم الفروع المقطوعة.
- التهوية:
ينصح بتهوية البيوت البلاستيكية باستمرار وخاصة أثناء النهار لتخفيف الرطوبة الجوية حول المجموع الخضري.
تزداد اهمية هذه العملية خلال أشهر الربيع والصيف حيث عند وصول درجات الحرارة داخل البيت إلى النحو 21-20 مئوية يفضل فتح نوافذ التهوية.
بالإَضافة إلى تخفيض الرطوبة الجوية حول الشجيرات تقوم التهوية بدور تخفيض درجات الحرارة وإغناء هواء البيت بثاني أكسيد الكربون. دلت الأبحاث على ان الورد يستجيب كثيراً وبصورة إيجابية كما ونوعاً مع إغناء هواء البيوت بثاني أكسيد الكربون، وأن أفضل تركيز لهذا الغاز هو الذي يتراوح بين 1200-500 جزء بالمليون. هذا يمكن تحقيقه شتاء عندما تكون التهوية غير اقتصادية بسبب تأثيرها الشديد في إنقاص درجات الحرارة ولذلك يمكن حقن غاز ثاني أكسيد الكربون (Co2) في هواء البيوت. اما ربيعاً وصيفاً فتقوم التهوية المتكررة بتوفير الغاز بصورة مستمرة.
- النمو والتربية:
بعد نحو ثلاثة أسابيع من الزراعة يمكن ملاحظة نمو اثنين أو ثلاثة من البراعم من كل فرع. هذه تشكل سوقاً في غضون ستة اسابيع ويجب المحافظة عليها وإزالة البراعم الناتجة عنها. تعد هذه السوق الرئة التي تساعد الغرسة على النمو والتطور خاصة خلال السنة الاولى. بعض هذه السوق ينتج أزهاراً والبعض الآخر لا ينتج من هذه يجب إزالة كل الأفرع الحمراء التي تظهر في قمم الأفرع ثم يجب ثني هذه السوق بشكل أفقي اعتباراً من ارتفاع 5-10سم فوق نقطة التطعيم. ينصح بثني الفروع باتجاه ممرات الخدمة والحصر بالثني الهادئ كي لا تتكسر الفروع.
بعد معاملة السوق بالثني يلاحظ نمو أفرع جديدة (أفرع الجيل الثالث) وهذه كثيرة الأهمية طوال الحياة الإنتاجية للشجيرة التي تكون مسؤولة عن إنتاج الأزهار.
الأفرع الجانبية التي تنتج من أفرع الجيل الثالث على الشجيرة تنتهي بالبراعم الزهرية وهذه عند قصها لا تقص من نقطة اتصالها مع الفرع الرئيسي بل يترك ثلاث أو أربع أوراق على قاعدتها حيث تنمو البراعم من آباطها وتتطور لكي تنتج الأزهار.
يجب عدم قص الأفرع التي تم ثنيها حيث تصبح جزءاً من هيكلية الشجيرة ومسؤولة عن الإنتاج.
يمكن تلخيص الخطوط العريضة للتعامل مع الشجيرة بشكل عام بالنقاط التالية:
إبقاء النمو الأولي في ظروف حرارية منخفضة لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل.
الرس بالمبيدات الفطرية والحشرية (بنليت) مرتين على الأقل في الشهر.
مراقبة نمو الشجيرات من حيث الارتفاع ومن حيث ثني الافرع.
عدم قطف أي أزهار من الشجيرة حتى تشكل مجموعاً خضرياً قوياً، وإزالة أي برعم زهري.
الحرص على مراقبة ومتابعة نمو الشجيرة في الأشهر الاولى حيث يعد ذلك أساسياً لنجاح نمو الشجيرة طوال فترة الإنتاج.
- تقليم الورد:
يعد شهر نيسان من أهم أشهر السنة لإجراء التشذيب للشجيرات واستبدال الشجيرات الميتة او الضعيفة.
السؤال المطروح: لماذا نقلم؟ وماذا نقلم ؟ وكيف نقلم؟
تدخل الشجيرات في طور سكون غير انتاجي شتاء والورد يحتاج إلى هذه الاستراحة لكي يعاود نشاطه الإنتاجي ربيعاً وصيفاً وخريفاً. التقليم يعيد الشباب للشجيرة حيث يتم إزالة الخشب الضعيف والتالف والقديم ويشجع نمو البراعم الساكنة. كما ان التقليم يزيل الأفرع المتشابكة ويفرغ وسط الشجيرة لكي تتخللها الإضاءة والهواء حيث يقلل الإصابة بالأمراض الفطرية ويسهم في زيادة الإنتاج.
القواعد الرئيسية للتقليم تتلخص في النقاط التالية:
1 – لا تخف أو تترد في القص منطلقاً من الحقيقة: إذا لم يكن الساق او الفرع أثخن من قلم الرصاص فلا تتردد في التخلص منه لأنه لا يمكن أن يعطي نمواً أفضل منه.
2 – القص يجب ان يظهر الخشب الأبيض في مركز الساق أو في مركز الفرع المتبقي، ويجب عدم التردد في زيادة عمق القص حتى الوصول إلى الخشب الأبيض. يمكن أحياناً أن يكون قلف الفرع أخضر ويكون الخشب في نصفه العلوي مشوياً بالبني يجب تنفيذ مزيد من القص حتى نصل إلى الخشب الأبيض.
3 – يجب تنفيذ القص في المكان المناسب وهذا يكون نحو 1 سم فوق برعم ساكن في إبط ورقة خماسية لا يتجه رأسه باتجاه وسط الشجيرة بزاوية 45م ويجب أن يكون القص باتجاه الأعلى بعيداً عن البرعم.
- السقاية والتسميد:
شجير الورد كالإنسان تحب الماء والغذاء، ويعد الماء من أهم العناصر الأساسية في حياة الشجيرة على مدار العام وعندما تعطش الشجيرة تفقد حيويتها وقدرتها على امتصاص العناصر الغذائية وتفقد قوتها في الدفاع عن نفسها حيال الأمراض ولذلك يجب سقاية الورد بانتظام. لا يكفي الماء وحده لتوفر احتياجات شجيرة الورد بل تحتاج إلى العناصر الغذائية التي أهمها:
النتروجين (الآزوت): يشجع النمو الخضري ويركز اليخضور في الأوراق ويسهم في إعطاء سوق وأفرع قوية ومن ثم أزهار جيدة.
الفوسفور: يحفز نمو الجذور ويساعد الشجيرة على تحمل الظروف البيئية الصعبة، كما يساهم في تحسين نمو البراعم الزهرية بنوعية عالية.
البوتاسيوم: يحسن نمو الجذور ويسهم في تركيز ألوان بتلات الأزهار.
وأفضل تركيز لهذه العناصر التي تحافظ على نمو متوازن للشجيرة طوال فترة حياتها هي 200 جزء بالمليون (PPm) من العناصر الرئيسية يمكن ان تعطى مع ماء السقاية، كما يمكن إعطاء الأسمدة على شكل حبيبات بمعدل 2-3 كغ للبيت البلاستيكي.
- قطف الأزهار
هناك قول شائع بين مربي الورد مفاده بان : قاطف الأزهار هو صانع الربح أو الخسارة « تتلخص عملية القطف بتحضير مقصات تقليم نظيفة وحادة مع قفاز لوقاية اليدين من الأشواك ومن ثم يجب تحديد المكان الصحيح للقطع. يمكن عند التمعن في أفرع الورد ملاحظة العيون الإبطية المدببة في قاعدة الورقة المركبة من ثلاث وريقات، والعيون الإبطية الدائرية في قاعدة الورقة المركبة من خمس وريقات. تنتج المدببة عادة أزهاراً ذات أعناق قصيرة، اما الدائرية فتضمن إنتاج ازهار على أعناق طويلة . يجري القص عادة على ارتفاع 6مم من قاعدة ورقة خماسية الوريقات حيث تتجه طاقة النبات للعين الإبطية الصحيحة وبالتالي يكون الاستثمار في النمو مربحاً، أما إذا جرى القص فوق ورقة ثلاثية الوريقات فسيكون الاستثمار في النمو خاسراً.
- حشرات وأمراض شجيرات الورد
من الضروري المحافظة على الورد بحالة صحية جيدة مما يحول دون إصابته بالأمراض والحشرات وذلك عن طريق التغذية والسقاية الجيدتين والتخلص من الأعشاب الضارة والأفرع الميتة. كما يجب اتباع برنامج مكافحة وقائي من بداية الربيع أسبوعياً.