لماذا تجاهلت الدولة التعديات على الأراضي خلال الفترة الماضية وانتبهت لها اليوم؟ رئيس الوزراء يجيب
شعبان بلال الأرضقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنه البعض قد يتساءل لماذا صمتنا طوال الفترة الماضية على هذا الوضع المخالف المتعلق بالتعديات على أراضي الدولة وإصدار قانون المصالحة في مخالفات البناء، لكن في الحقيقة فإنه منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي كان للدولة وقفة، وصدرت آنذاك عدة قرارات من الحاكم العسكري بتجريم البناء على الأرض الزراعية، واتخذت الدولة في هذه المرحلة مجموعة من الإجراءات الرادعة كان من بينها عدم توصيل المرافق، والهدم، وحاولنا بطرق صعبة أو عقابية وقف هذا الزحف العمراني العشوائي، إلا أن كل هذه الإجراءات لم تؤت ثمارها في إنهاء هذا الوضع.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي بحضور عدد من الوزراء، اليوم، أنه منذ 2008 قمنا بعمل أحوزة عمرانية لكل المدن والقرى ولكل التوابع في الدولة، وأضفنا بالفعل 160 ألف فدان تم استقطاعها من الرقعة الزراعية لاستيعاب الزيادة السكانية لمدة 20 عاما أي حتى 2030، فالفدان يمكن أن يستوعب 150 فردا، أي 24 مليون نسمة، وذلك جنبا إلى جنب التوسع في إنشاء جيل جديد من المدن الجديدة، لاستيعاب الزيادة السكانية.
لكن ما حدث على أرض الواقع، أنه لم يلتزم أحد بهذه التوسعات في الأحوزة العمرانية؛ فالمواطن يرغب، وفق ما تشكلت لديه من ثقافة، في البناء على ما يملكه من أرض، بغض النظر عن أنها تدخل ضمن هذا الحيز العمراني أم لا، وأصبح هذا الحيز ليس حلا سحريا للظاهرة، رغم أنه لم يتم إشغال سوى 20 أو 30 % من الحيز العمراني.
اقرأ أيضاً
- رئيس الوزراء: قانون التصالح في مخالفات البناء ليس إجراء عقابياً ولكن يخدم المواطنين
- رئيس الوزراء: التصالح في مخالفات البناء يزيد القيمة العقارية للوحدات السكنية
- ازالة 20 حالة تعد على املاك الدولة فى المهد بالمنيا
- مجلس الوزراء يهنئ «الفلاح المصري» بمناسبة عيده
- الحكومة توجه بسرعة تنفيذ المشروعات التنموية بالدقهلية
- الانتهاء من 70% من ملف تقنين وضع اليد والتعديات بالوادى الجديد
- محافظ الفيوم : تخفيض 35% من أسعار التصالح فى مخالفات البناء
- مدبولى يبحث مع محافظ الاسكندرية خطة التعامل مع موسم الشتاء
- حملات للتصدى للتعديات على الاراضى الزراعية واملاك الدولة فى دسوق
- محافظ كفر الشيخ يعلن نسبة طلبات التصالح بمخالفات البناء
- 504 مليون جنيه حصيلة التصالح في مخالفات البناء بالمنوفية
- إزالة 18 حالة تعد على الأراضي الزراعية ومخالفات البناء في طنطا
وأكد رئيس الوزراء أن هدفنا هو العمل الدؤوب حتى عام 2030 لتصبح مصر في مصاف الدول المتقدمة، وهو دعا إلى أهمية العمل على تحسين جودة المعيشة للمواطن المصري، وتوفير مكان سكن مناسب وملائم لأولادنا، إلى جانب توفير فرص عمل جديرة بهم، بحيث يكون ذلك داخل بيئة مناسبة وصحية تراعي كافة الجوانب المعيشية والاقتصادية للمواطنين، كما يحدث في أي دولة متقدمة، مشيراً إلى أن ذلك وجهنا للعمل على التوسع في إنشاء المدن الجديدة كالعاشر من رمضان، و6 أكتوبر، والقاهرة الجديدة، وغيرها من المدن الجديدة التي تقام على مستوى الجمهورية، منوهاً إلى أنه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تم البدء في إنشاء جيل جديد من المدن الجديدة، وهو ما يسمى بالجيل الرابع من المدن الجديدة، وهو منتشر على مستوى الجمهورية من مدينة الإسكندرية حتى أسوان، وذلك خلال السنوات الأربع الماضية فقط.
وأكد رئيس الوزراء أنه كان من الضرورة إيجاد حل جذري لمواكبة ما يتم إقامته من مدن جديدة، وهو ما تم العمل عليه في المدن والقرى القائمة، من حيث تطوير ورفع الكفاءة للخدمات المقدمة للمواطنين بها، مشيراً في الوقت نفسه إلى حجم العمل الذي تم بالمناطق غير الآمنة والعشوائية، وما تم من تطوير لشبكات الطرق الداخلية، حيث تم إقامة العديد من الطرق والكباري داخل المدن القائمة استنزف المزيد من الاستثمارات الموجهة لهذا الغرض، دعما لحركة المواطنين داخل هذه المدن، وحلا لمشاكل العمران القائم بها، وهو ما كلف الدولة مئات المليارات، ولا تزال الدولة توجه حجم إنفاق كبير لخدمة الكتلة السكنية الموجودة بهذه المدن التي زادت عن طاقتها الاستيعابية.
وقال رئيس الوزراء: إن ذلك مجتمعاً هو ما دعانا لوضع حد لهذه المخالفات، وهو مطلب شعبي وليس مبادرة من الحكومة والدولة، حيث سعى المواطنون للتصالح فيما تم من مخالفات قديمة، وذلك بهدف وضع حد لنزيف المخالفات الموجودة وتقنين هذا الوضع.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه نتيجة للجهد المشترك التي تم بالتعاون مع مجلس النواب في هذا الصدد، ظهر قانون التصالح على مخالفات البناء رقم 17 لسنة 2019، مضيفاً أن هذا القانون جاء لإجراء تصالح للمخالفات الخاصة بقانون البناء رقم 119 لسنة 2008، موضحاً أن القانون رقم 119 ينص صراحة على عدم التصالح مع أية مخالفة، وأن الحل الوحيد هو الإزالة، لكن في ضوء ما شهدته الفترة التي أعقبت ثورة يناير 2011 من تزايد مضطرد في عدد المباني غير المخططة والعشوائية، استوجب ذلك ضرورة وضع حل تشريعي، وهو ما صدر في عام 2019.