مسئول دولي لـ ”الأرض ” : تحولات هائلة في مناخ البحر المتوسط وسيشهد أعاصير المحيطات المفتوحة
كتبت ـ جميلة حسنقال الدكتور عبدالفتاح مطاوع عضو معهد البحر المتوسط للمياه بفرنسا: «إن مدير وحدة الإنذار المبكر بفرنسا، أكد في محاضرة عن مناخ البحر المتوسط بالفيديو كونفرانس نظمها معهد البحر المتوسط للمياه ومقره مرسيليا بفرنسا، ان هناك تحولات هائلة من مناخ البحر شبه المغلق والذي طالما اتسم بالهدوء وتحول الى أشبه بمناخ البحار والمحيطات المفتوحة المشهورة بالأعاصير»، مؤكداً ان أسباب أعاصير البحر المتوسط المستجدة، التي ضربت جزيرة كورسيكا وتونس والجزائر ومدن جنوب فرنسا وغيرها من مدن المتوسط، هو ارتفاع درجة حرارة مياه البحر إلى مستويات قياسية، وصلت في بعض المناطق إلى ٢٩ درجة مئوية، ومع عوامل مناخية أخرى تسببت في أمطار غزيرة وكثيفة أكثر من ٤٠٠ ميليمتر خلال زمن الساعة الواحدة، وأسماها بأعاصير المتوسط، وأعتقد أن مصر شهدت واحدة منها العام الماضي، في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر ٢٠١٩، عندما حطت على شبه جزيرة سيناء، وفي طريقها ضربت محطة حلق الجمل بإدكو وجسر مصرف المحسمة بالإسماعيلية.
أكد في تصريحات خاصة لـ "لأرض " انه من المعلومات الهامة التي ذكرها "أليكس" أن مركز الإنذار المبكر لديه صلات بـ ٣٠ ألف وحدة محلية فرنسية، لإنذارهم بالمخاطر المحتملة، والتي قد تتسبب في إخلاء بعض المحليات من سكانها قبل حدوث أعاصير المتوسط المستجدة، مشيراً الى ان مصر لديها أكثر من مركز للتنبؤ، ولديه القدرة على التنبؤ، ومركز الاستشعار عن بعد بأكاديمية البحث العلمى، ومركز التنبؤ بهيئة الأرصاد الجوية بوزارة الطيران المدنى، ومركز التنبؤ بوزارة الموارد المائية والري، ومركز بحوث المناخ والتغيرات المناخية بوزارة الزراعة، وبكل تأكيد هناك العديد من المعاهد والمراكز البحثية المصرية لديها مراكزها الخاصة بالتنبؤ والإنذار المبكر، أو ذات صلة بمنظمات عالمية أو إقليمية مثال ذلك هيئة الأرصاد الجوية العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة، ووكالة ناسا لعلوم الفضاء، وبرامج منظمات الاتحاد الأوروبي، ومراكز التنبؤ بالجامعات بالغرب والشرق والشمال والجنوب .
و اشار الى أن الفيضانات والسيول يمكن إدارتها ولا يمكن التحكم فيها، مطالباً بأن تقوم الجهات المسئولة بأحصاء دقيق لمراكز الإيواء وأماكنها والاحتياجاتها المادية والغذائية والدوائية المعدة مسبقاً، في كل موقع محتمل أن تتراكم عليه وبه مياه فيضان النيل، أو معها الأمطار والسيول الموسمية وأعاصير المتوسط المستجدة، وأن يتم تكثيف الاجتماعات والاستعدادات خلال الفترة الراهنة والممتدة حتى نهاية العام المائي المقرر في نهاية يوليو من العام المقبل لمواجهة كافة الاحتمالات قبل حدوثها، بدلاً من التفاجؤ بالكوارث وآثارها المحتملة.
اضاف رئيس قطاع مياه النيل الأسبق انه يجب توخي الحذر من آثار فيضانات ٢٠٢٠ على السودان والتضامن حماية للممتلكات والارواح واستخلاص الدروس، خاصة بعدما وصلت الكارثة حد تدمير عشرات الألاف من المنازل والمباني، وتشريد مئات الآلاف من المواطنين السودانيين، ومصرع أكثر من 100 مواطن سوداني، الأمر الذي وضع البلاد أمام خطر تفاقم الأوبئة، من جائحة كورونا إلى الكوليرا والملاريا.
تابع ان ما حدث من المؤكد انه بسبب تأثيرات التغيرات المناخية والتي تسببت في احداث مماثلة في العديد من دول العالم وباتت حقيقة واقعة، ومن متابعاتنا ومشاهداتنا لما يدور حولنا وعندنا يجب توخي الحيطة والحذر، في إطار الترتيب للحدث قبل وقوعه، مؤكداً ان اسباب فيضان النيل في السودان تزامن التقاء فيضان جميع روافد نهر النيل، وفيضان الروافد التي تصب بمياهها الغزيرة الكثيفة في النيل الأزرق من الهضبة الاثيوبية، وفيضان بحيرات الهضبة الاستوائية التي تصب بمياهها في النيل الأبيض، وفيضانات تزامنت واجتمعت معاً عند العاصمة الخرطوم، واجتمعت مع العديد من الروافد الأخرى بنهر السوباط ونهري الدندر والرهد ونهر عطبرة على النيل الرئيسي شمال الخرطوم، مع تزامن سقوط أمطار غزيرة وكثيفة مباشرة صاحبتها سيول على معظم الولايات السودانية، أدت إلى ارتفاع قياسي في مناسيب مياه النيل وروافده إلى مستويات غير مسبوقة خلال المائة عام الماضية.