”موسم جديد يطرق الأبواب”.. المحافظات تستعد لزراعة ”الذهب الأصفر”
كتبت ـ جميلة حسنرئيس "بحوث المحاصيل الحقلية": هناك سياسة صنفية في كل منطقة يجب الالتزام بها
مدير المكافحة بالإسماعيلية: "التبكير" أو "التأخير" في زراعة القمح يؤدي لانخفاض المحصول بنسبة 25%
ينطلق في شهر نوفمبر من كل عام موسم زراعة محصول القمح، أحد أهم السلع الاستراتيجية في مصر، وسط آمال للمزارعين بزيادة الإنتاجية وتحقيق ربح كبير، مما يتطلب منهم الالتزام بحزمة من الإرشادات والتوصيات للنهوض بالمحصول، وأولى هذه التوصيات هي الالتزام بالمواعيد المناسبة لزراعة القمح، والتي يحذر الخبراء كل عام من التبكير أو التأخير عن تلك المواعيد، لما لذلك من تأثير سلبي على الإنتاج.
وكانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي قد أعلنت عن الاستعداد المبكر لزراعة محصول القمح، وذلك من خلال تجهيز التقاوي والأسمدة وطرحها في المنافذ التابعة لها، لتوزيعها على المزارعين بالسعر المناسب.
في هذا التقرير يستعرض لكم "الأرض" آراء عدد من المختصين بالشأن الزراعي حول الميعاد الأمثل لزراعة القمح.
اختلاف مواعيد الزراعة
يقول الدكتور محمد أبو زيد النحراوي، رئيس معهد بحوث المحاصيل الحقلية الأسبق، إن مواعيد زراعة القمح تختلف بين الوجهين البحري والقبلي، حيث تبدأ زراعة القمح في الوجه القبلي من 10 نوفمبر، أما في الوجه البحري فتبدأ من 15 نوفمبر، مؤكدًا أن التبكير أو التأخير عن ذلك الموعد يؤثر على الإنتاجية.
ويوضح أن مراحل نمو القمح لابد أن يواجهها درجات حرارة معينة، خاصة مرحلة التفريع والتي لابد أن تتم في درجة برودة عالية، لذا لابد من الالتزام بتلك المواعيد، كذلك لتجنب الإصابة بالأصداء، كما أن هناك سياسة صنفية في كل منطقة يجب الالتزام بها.
وينصح "النحراوي" المزارعين باتباع الدورة الزراعية، والالتزام بالتوصيات والإرشادات التي تصدرها وزارة الزراعة، وإذا واجه المزارع أي مشكلة يتوجه للمراكز الإرشادية أو الجمعيات الزراعية لحلها بطريقة صحيحة.
أفضل موعد لزراعة القمح
يؤكد المهندس علي قياسه، رئيس قسم المكافحة الحقلية بالإدارة الزراعية بدكرنس بالدقهلية، أن أنسب موعد لزراعة القمح في محافظات الوجه البحري، ومنها الدقهلية، خلال الفترة من 15 إلى 30 نوفمبر، موضحًا أنه يمكن الزراعة في بداية شهر نوفمبر بسبب التغيرات الجوية، أي خلال الأسبوع الأول من الشهر، وخاصة الأصناف التي تتأخر فى النضج مثل مصر2.
ويضيف لـ"الأرض" أنه قد يُستثنى من هذه المواعيد حالات فردية وتتم الزراعة فى شهر أكتوبر، لكن المحصول قد يواجه ظروف صعبة، فقد يأتي التلقيح والإخصاب في الطقس البارد، ويؤدي ذلك إلى قلة المحصول.
ويشير إلى أن أنسب موعد لزراعة القمح في الوجه القبلي، خلال الفترة من 10 إلى 25 نوفمبر، وفى الأراضى الجديدة بالعوينات وتوشكى يُفضل الزراعة في النصف الأول من نوفمبر، لافتًا إلى أن التبكير أو التأخير عن هذه المواعيد يؤدي لانخفاض المحصول بما لا يقل عن 25%.
أضرار التبكير في الزراعة
يوصي المهندس محمود عبد القادر، مدير عام إدارة المكافحة بمديرية الزراعة بالإسماعيلية، المزارعين بضرورة الالتزام بالميعاد الأمثل لزراعة القمح، وعدم التبكير أو التأخير كثيرًا عن هذا الموعد، لأن ذلك يؤدي إلى انخفاض المحصول بما لا يقل عن 25%.
وينوه بأن التبكير في الزراعة يؤدي إلى انخفاض المحصول عن طريق قلة التفريع، وبالتالي قلة عدد السنابل في وحدة المساحة، وصغر حجم السنبلة، والتبكير الشديد في طرد السنابل يتم في وقت تكون فيه الظروف الجوية غير مناسبة لعملية الإخصاب وتكوين الحبوب، مما يؤدي إلى عدم عقد أو تكوين الحبوب، وهذا ينتج عنه انخفاض عدد الحبوب بالسنبلة.
التأخير.. وعلاقته بالأمراض الفطرية
ويؤكد "عبد القادر" أن التأخير في الزراعة يؤدي كذلك إلى انخفاض المحصول نتيجة لقصر فترة النمو الخضري، وقلة التفريع، وقلة عدد السنابل، مع تعرض نباتات القمح أثناء فترة طرد السنابل وفترة امتلاء الحبوب إلى رياح الخماسين الساخنة وارتفاع درجة حرارة الجو خاصة في الوجه القبلي، ويؤدي إلى ضمور الحبوب ونقص وزنها، بالإضافة إلى عدم إمكانية ري القمح قبل ميعاد السدة الشتوية مباشرةً، فتتعرض النباتات للعطش الشديد لمدة طويلة، ويؤدي ذلك إلى قلة التفريع، وبالتالي قلة عدد السنابل وضعفها وقلة عدد حبوب السنبلة، وانخفاض وزن الحبة وقلة تصافيها نتيجة لتأخر تكوين وامتلاء الحبوب حتى شهر إبريل ومايو، حيث لا تعطي درجات الحرارة العالية الفرصة لامتلاء الحبوب بشكل مناسب فتتكون حبوب ضامرة.
ويضيف أن التأخير في زراعة القمح قد يعرضه للإصابة بحشرة المن والأمراض الفطرية، خاصة مرض صدأ الأوراق، وصدأ الساق.
ويتابع: "الموسم الماضي تم زراعة 44 ألف فدان في الإسماعيلية بإنتاجية تخطت 90 ألف طن، بمتوسط إنتاجية 17 أردب للفدان، ونأمل بزيادة المساحة من هذا المحصول الاستراتيجي".
الميعاد والصنف المناسب لزيادة الإنتاجية
ويؤيده المهندس محمد إبراهيم صالح، أخصائي الإرشاد البستاني بمديرية الزراعة بالمنوفية، موضحًا أن ميعاد الزراعة الأمثل هو الميعاد الذي يؤدى إلى الحصول على أعلى إنتاجية من المحصول بالرغم من أى معوقات بالمنطقة، مشيرًا إلى أنه يتم تحديد ميعاد الزراعة وفقًا لظروف الطقس في المنطقة وتوفر الأرض الخالية والمُعدة جيدًا للزراعة، وتوفر مياه الري في هذا الموعد، وتوفر الصنف الموصى به لهذه المنطقة.
ويضيف أنه يجب عند اختيار ميعاد الزراعة، تجنب حدوث الأمراض الخطيرة التي تصيب المحصول بالمنطقة مثل الأصداء، مع مراعاة حصول النبات على احتياجاته الحرارية في كل طور من أطوار نموه فيما بعد مثل تجنب حدوث رياح الخماسين في طور النضج اللبني، وتجنب حدوث الصقيع أو ارتفاع درجة الحرارة وقت التلقيح والإخصاب (مرحلة طرد المتوك) لتجنب الحصول على سنابل فارغة، وكذلك تجنب حدوث الصقيع بداية من طرد السنابل وحتى بداية امتلاء الحبوب، وتجنب الحرارة العالية خلال مرحلة طرد المتوك وبداية امتلاء الحبوب، وأيضًا تجنب الرطوبة العالية نتيجة لسقوط الندى خلال أسبوعين قبل وحتى أسبوع بعد مرحلة طرد المتوك.
ويراعى أن تكون الإضاءة عالية خلال هذه الفترة (مرحلة طرد المتوك)، ويكون ماء الري متاحًا في مرحلة التفريع وخلال طرد المتوك وبداية امتلاء الحبوب.
ويفيد بأن الميعاد الأمثل لزراعة القمح في الوجه البحري خلال الفترة من 15 إلى 30 نوفمبر، وفي الوجه القبلي من 10 إلى 25 نوفمبر، لافتًا إلى أن عدم الالتزام بهذه المواعيد يؤدي إلى انخفاض المحصول بما لا يقل عن 25%.
وينصح المزارعين بالتبكير حوالي أسبوع أي بدءًا من 10 نوفمبر في حالة زراعة الصنف "جميزة 9" نظرًا لأنه يتأخر في طرد السنابل نسبيًا عن الأصناف المنزرعة الأخرى.