”الأمم المتحدة” تحتفل باليوم العالمي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية
كتبت ـ جميلة حسنتحتفل اليوم منظمة الأمم المتحدة باليوم العالمي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، وهو اليوم الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين عام 2019، تحت شعار "لنوقف فقد الأغذية وهدرها لأجل البشر، ولأجل كوكب الأرض"، إيمانًا بأهمية قضية فقد الأغذية وهدرها، وإقرارًا بالدور الأساسي الذي يلعبه الإنتاج الغذائي المستدام في تعزيز الأمن الغذائي والتغذية.
وقالت المنظمة عبر موقعها الرسمي إن هذا العام يتم أول احتفال على الإطلاق باليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، ويأتي هذا خلال جائحة كوفيد-19 التي نبهت العالم إلى الحاجة إلى تحويل الطريقة التي يتم بها إنتاج الغذاء واستهلاكه وإعادة التوازن إليها، حيث تؤدي الاضطرابات في سلاسل التوريد الناتجة عن انسداد طرق النقل وقيود النقل وتدابير الحجر الصحي إلى زيادات كبيرة في فقد الأغذية وهدرها، لا سيما المنتجات الزراعية القابلة للتلف، مثل الفواكه والخضروات والأسماك واللحوم ومنتجات الألبان.
وكذلك أدى ظهور جائحة كوفيد-19 إلى نقص في العمالة الزراعية المهاجرة الموسمية وعمال النقل، الذين واجهوا صعوبات في عبور الحدود، كما أدى إغلاق الكثير من الفنادق والمدارس إلى خسارة الأسواق للمنتجين، مما جعل الوضع أكثر صعوبة.
وتواجه بنوك الطعام عددًا من المشاكل التي تتراوح بين نقص الموظفين ذوي الخبرة، وعدم كفاية إمدادات الغذاء، وكذلك المواقع التي لم تعد مناسبة لتوزيع عبوات الطعام، بسبب إجراءات التباعد الجسدي.
وأضافت المنظمة أن الكثير من الطعام الذي تشتريه الأسر قد لا يتم استهلاكه أبدًا، ويمكن أن ينتهي به الأمر إلى التخلص منه كمخلفات طعام، بسبب سوء فهم تحديد التاريخ والتخزين غير المناسب لهذه المواد الغذائية المنزلية.
وأكدت أن الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية يشكل ضرورة أساسية في عالم يتزايد عدد الناس المتضررين فيه من الجوع ببطئ منذ عام 2014، وفي ذات الوقت توجد أطنان من الغذاء الصالح للأكل تفقد أو تهدر كل يوم، كما أن الفاقد والمهدر من الأغذية يشكلان إجهادًا لا ضرورة له يقع على قاعدة الموارد الطبيعية والبيئة، مما يؤدي إلى استنفاد قاعدة الموارد الطبيعية.
وأفادت بأن هناك حوالي 14% من الأغذية المنتجة تفقد بين مرحلتي الحصاد والبيع بالتجزئة، كما يتم إهدار كميات كبيرة منها في تجارة التجزئة وعلى مستوى الاستهلاك.
وعندما يفقد الغذاء أو يهدر، فإن كل الموارد التي استخدمت لإنتاج هذا الغذاء بما في ذلك المياه والأراضي والطاقة والعمل ورأس المال تذهب هباءً.
ولفتت إلى مجموعة من الأفعال الضرورية على الصعيدين العالمي والمحلي لتحقيق الاستفادة القصوى من الغذاء الذي ننتجه، ومن الأمور الأساسية لتنفيذ هذا التغيير التحويلي إدخال التكنولوجيات، والحلول المبتكرة (بما في ذلك منصات التجارة الإلكترونية للتسويق)، وأساليب العمل الجديدة، والممارسات الجيدة لإدارة جودة الغذاء والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية، ويتطلب الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية اهتمامًا وعملًا من الجميع، بدءًا من منتجي الأغذية إلى أصحاب المصلحة في سلسلة الإمداد الغذائي، إلى الصناعات الغذائية وبائعي التجزئة والمستهلكين.
وذكرت أن جائحة كوفيد-19 هي بمثابة جرس انذار لإعادة التفكير في الطريقة التي ننتج بها طعامنا ونتعامل معه ونهدره، كما أن فقدان العناصر الغذائية الناجم عن الفاقد والمهدر من الأغذية من الناحيتين الكمية والنوعية يشكل فرصة ضائعة للحد من سوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة.