إطلاق مبادرة عالمية لمكافحة دودة الحشد واختيار مصر نموذج لاختبار تدابير الإدارة المتكاملة للآفة
- وضع آليات فعالة لتبادل المعلومات والخبرات والموارد واستخدام التكنولوجيا للتصدي للآفة
- الآفة تصيب 13 محافظة مصرية بمتوسط إصابة 1.5% خلال عامين
اقرأ أيضاً
- الأضرار الناتجة عن إصابة المحاصيل الشتوية بدودة الحشد الخريفية.. وكيفية مكافحتها
- رئيس قسم آفات المحاصيل الحقلية يكشف عن أهم المعاملات لمكافحة دودة الحشد
- زراعة بنى سويف : رش مركب كلوروبيريفوس لمكافحة دودة الحشد على الذرة الشامية
- أخطر الآفات على الذرة ..الزراعة تستعد مبكراً لمكافحة دودة الحشد
- زراعة الوادي الجديد توصي بضرورة التسميد النيتروجيني للقمح ومكافحة دودة الحشد الخريفية
- الفاو و”الزراعة” تنظمان دورة تدريبية مكثفة لمكافحة دودة الحشد الخريفية في بني سويف
- الدليل المتكامل لمقاومة دودة الحشد الخريفية والمبيدات الفعالة في مكافحتها
- تسبب خسائر اقتصادية للذرة الشامية.. تعرف على طرق الوقاية من دودة الحشد
- تعلم كيفية مواجهة دودة الحشد الخريفية
- أسباب اختيار مصر للقاح كورونا الصيني
- ”الفاو” تخطط لرفع كفاءة معامل ”وقاية النباتات” لمكافحة دودة الحشد الخريفية
- اختيار مصر كنائب لرئيس الاجتماع الوزاري للقمة الإسلامية بكازاخستان
تمثل دودة الحشد الخريفية تهديداً خطيراً لـلأمن الغذائي المصري والإقليمي خاصة أنها تهاجم العديد من المحاصيل الأساسية مثل الذرة والذرة الرفيعة والأرز والقمح.
ومع اشتداد ضراوة وشراسة دودة الحشد الخريفية، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن إطلاق مبادرة الحراك العالمي لمكافحة هذه الآفة، انطلاقاً من مسؤوليتها في حماية النباتات وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة الآفات التي تمثل تهديداً كبيراً للأمن الغذائي المحلي والإقليمي والدولي.
وبمشاركة مسؤولين من إدارة وقاية النباتات من المقرين الرئيسي والإقليمي لمنظمة الفاو، وممثلين من 12 دولة من إقليم الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، تم عقد الاجتماع التنسيقي الأول لتنفيذ الحراك العالمي لمنظمة الفاو لمكافحة دودة الحشد الخريفية في الشرق الأدنى وشمال افريقيا، حيث تم اختيار مصر كدولة نموذجية، بالإضافة إلى السودان واليمن وموريتانيا كدول تجريبية، وهو ما سيسمح لمصر بتجريب أدوات مختلفة لمكافحة الآفة وتصميم واختبار حزمة من تدابير الإدارة المتكاملة لآفة دودة الحشد الخريفية بدعم كبير من منظمة الفاو.
يانجيوان شيا، رئيس قسم الإنتاج النباتي ووقاية النباتات بمنظمة الفاو، قال إن العمل سوياً من أجل مكافحة هذه الآفة من خلال مبادرة الحراك العالمي يحظى بدعم ومساندة المدير العام لمنظمة الفاو وكبار المسؤولين فيها، مؤكداً على ضرورة وضع آلية للتنسيق من خلال المجموعات التي تم تكوينها في مناطق العالم الثمانية، إلى جانب وضع الآليات الفعالة لتبادل المعلومات والخبرات والموارد واستخدام التكنولوجيا من أجل التصدي لهذه الآفة.
وقام المكتب الإقليم لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا لمنظمة الفاو بتوفير أكثر من 25000 مصيدة، و80000 طعم فرمون، تغطي نظريًا مساحة 50000 هكتار، كما تم تقديم الدعم العلمي لتعريف العينات المشتبه بها ، بالشراكة مع Centre for Agriculture and Bioscience International، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 700 متخصص على تحديد ورصد دودة الحشد الخريفية، وتدريب أكثر من 250 متخصصاً في المكافحة البيولوجية على التربية الجماعية للأعداء الطبيعيين بالشراكة مع المركز الدولي لفسيولوجيا وإيكولوجيا الحشرات بكينيا، وشراء أدوات ومعدات تزيد قيمتها عن 70000 دولار لدعم منشآت إنتاج العدو الطبيعي لهذه الآفة.
وفي هذا الصدد قال سيرج ناكوزي، نائب الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال افريقيا لمنظمة الفاو، والقائم بأعمال الممثل الإقليمي، إن العديد من دول المنطقة تواجه تحديات كبيرة بسبب هذه الآفة التي تصيب 80 نوعاً من المحاصيل الزراعية، وقد استطاعت هذه الآفة الدخول للمنطقة من خلال السودان في عام 2017، ثم اليمن في 2018، ثم مصر في 2019 ثم انتشرت الآن في موريتانيا والإمارات وسوريا والأردن. وقد قامت الفاو بتقديم الدعم الفني والمالي لهذه الدول، في ظل تحذير العلماء من انتشار هذه الآفة في جميع بلدان المنطقة، وفي ظل معلومات تشير إلى أن أضرارها وصلت لنسبة 96% في بعض المناطق.
بدأت مصر بالتعاون مع منظمة الفاو منذ مايو 2019 في مكافحة دودة الحشد الخريفية التي وصلت حالياً إلى 13 محافظة مصرية بمتوسط إصابة 1.5% في زراعات الذرة خلال عامين وذلك بسبب الاعتماد على آلية درء الخطر وهو ما قلل بحد كبير من انتشار الآفة في مصر.
وقد جاء اختيار مصر كدولة نموذجية لتنفيذ أنشطة الحراك العالمي استناداً إلى كونها؛ أكبر منتج للذرة في الإقليم، حيث تزرع مصر أكثر من مليون هكتار من الذرة، بإنتاج سنوي وطني يزيد عن 7.5 مليون طن، والتي تمثل 90٪ من إنتاج منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا من الذرة. بالإضافة الى توافر شبكة من الخدمات الزراعية والمراكز البحثية والبنية التحتية الضرورية لتجريب المبيدات ووسائل المكافحة الأخرى.
وأعرب محمد عبد المجيد رئيس لجنة المبيدات والمنسق الوطني لمشروع الطوارئ المشترك مع الفاو، ونقطة الاتصال الوطنية لمبادرة الحراك العالمي لمكافحة دودة الحشد الخريفية، عن تفاؤله بإمكانية إحكام السيطرة على هذه الآفة بسبب ما تقدمه الفاو من دعم فني ومالي، إلى جانب ما تملكه مصر من خبرات وإمكانيات وكوادر بشرية مؤهلة، وبنية تحتية. مشيراً إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتعاون مع الفاو بصدد الانتهاء من خطة عمل مبنية على دراسات مستفيضة واستقصاءات للمزارعين للتعرف على قدرتهم على استخدام وسائل تكنولوجية حديثة، مع اللجوء لاستخدام المبيدات صديقة البيئة والبعد تماماً عن المبيدات التي لها تأُثرات جانبية على صحة الإنسان والحيوان.
ومن أهم مخرجات الحراك العالمي في إقليم الشرق الأدنى وشمال افريقيا هو انشاء شبكة من نقاط الاتصال الوطنية التي تجتمع بشكل منتظم شهرياً وتتبادل البيانات والمعلومات بشكل مميز ومفيد، هذه بالإضافة الى مشاركة منظمات علمية وفنية إقليمية مثل الجمعية العربية لوقاية النباتات ومنظمة الشرق الأدنى لوقاية النباتات.
وقال نصر الدين حاج الأمين، ممثل الفاو في مصر، إنه بمجرد تأكيد وجود دودة الحشد الخريفية في مصر، شرعت منظمة الفاو بوضع برامج تعاون فنيه لتقديم الدعم، تدريب عدد كبير من المتخصصين، وتوفير الأدوات والمصايد والوسائل الخاصة بمكافحة هذه الآفة ومساعدة المسؤولين في تطوير خطة العمل الوطنية وتقديم الاستشارات الفنية والعلمية، إلى جانب تطوير المعامل المصرية للتربية الجماعية للأعداء الطبيعية.
وقام ممثلو مكاتب الفاو الوطنية في كلا من موريتانيا والسودان واليمن ونقاط الاتصال الوطنية في تلك الدول خلال الاجتماع بعرض الوضع الفعلي لدودة الحشد الخريفية، والجهود المبذولة لمواجهة هذه الآفة.
يذكر أن الموطن الأصلي لهذه الحشرة هو المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في القارة الأمريكية واستطاعت دودة الحشد الخريفية الانتقال إلى أكثر من 65 دولة في افريقيا وآسيا خلال الأربع أعوام الأخيرة، وتم تسجيل دخولها مؤخرا في مصر في العام 2019.
وكانت منظمة الفاو قد قدمت خلال عام 2019 عدداً من الدورات التدريبية لإخصائيين من اثنتين وعشرين محافظة مصرية، حيث قام المكتب الإقليمي للفاو بالتعاون مع المكتب القطري بتقديم الدعم الفني عن طريق نقل خبرات الدول التي واجهت هذه الآفة وتأمين المواد اللازمة للتحري عن الآفة من مصائد فيرمونية وأجهزة هاتف محمول لتسهيل استخدام التطبيقات الملائمة للحصول على المعلومات بدقة.
يذكر أن إجمالي المساحة المزروعة من الذرة في مصر بلغ 920 601 هكتار في عام 2017 في حين بلغ الإنتاج 7.1 مليون طن. وفي حالة تفشي دودة الحشد الخريفية فإن ذلك سيكون له تأثير قصير وطويل الأجل على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي وصناعة الأعلاف؛ وبالتالي، يؤثر على الملايين من سبل العيش من مختلف مشغلي سلسلة القيمة على مختلف السلع في البلاد.