إسماعيل عبد الجليل ينعى تاريخ الجدعنة المصرية في الغربة .. وداعا البروفيسور الطبيب علي مرسي
عام ١٩٨٢، وصلتُ برفقه شقيقي المقيم في العاصمه الالمانيه بون، إلي مقر بعثتي الدراسيه بمدينه " زار شتدت "، وهي قريه صغيره جميله بضواحي هانوفر، وتركني بمقر إقامتي بالمعهد وحيدا، في يوم توافق مع اجازه نهايه الاسبوع حيث لا يوجد غيري في مقر الاقامه المؤقت في غرفه بقصر تاريخي قديم لحين تدبير سكن خاص.
شعرت بخوف شديد تضاعف حينما اهتز المقر من شده صوت البرق والرعد لامطار غزيره لم اعهدها في حياتي !! ظننتها حرب عالميه ثالثه !!
نمت تاركا قدري لله، إلى أن ايقظني في الصباح الباكر تليفون لمن يحدثني بالمصريه ويدعوني للغداء بمنزله بمدينه "هيلدسهايم" القريبه.
اقرأ أيضاً
- دعوة لاستخدام 4 مليارات طن طمي من بحيرة ناصر لاستصلاح 2 مليون فدان
- الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب: انقذوا حديقة أسوان النباتية من خطط التطوير المزعوم
- الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكشف..كيف تحول علم الدكتور رشدي سعيد إلى تهمة في ملف أمني ؟
- الدكتور إسماعيل عبد الجليل يتذكر ..صفحة من حياة البروفسير لطفي بولس ”عاشق تصنيف النباتات”
- شركة عالمية تطرح مشروعا لتحويل سيناء إلى واحة خضراء
- ستخرج من الدنيا كما جئت
- حتى لا نعمِّر التوكتوك بموتور مرسيدس
- صلاح سليمان: المستقبل لأفريقيا بشبابها.. وإسماعيل عبد الجليل : رسالة تتجاوز حدود الوطن
- د. إسماعيل عبد الجليل يوثق شهادة في حق يوسف والي بقلم نجيب محفوظ
- د. إسماعيل عبد الجليل يكتب: نردد شعارات نظرية للتنمية .. ولا نترجمها إلى خُضْرة ونماء
- خواطر وطنية من أسد الصحراء إسماعيل عبد الجليل
وصل بسيارته المرسيدس لاصطحابي لمنزله، فتبادلنا الحديث في الطريق عن عمله كطبيب وقصه هجرته لالمانيا مبكرا في الستينات.
اقترح قضاء بعض الوقت للتنزه مشيا وسط المدينه التاريخيه للتعرف عليها قبل الغذاء بمنزله.
فوجئت بأنني في صحبه مصري من طراز خاص وكأنه عضو برلمان وليس طبيبيا، من كثره القبعات التي رفعها الماره الألمان لتحيته باحترام بالغ وموده خاصه !!
وصلنا إلي منزله ففوجئت بتميز الطراز المعماري له بأبواب المدخل، المنقوشه برسومات فرعونية رائعه!
حينها زالت الغربه، وسط زوجته المصريه "الجدعه" وبنتيه منى ونيفيين، واطباق الملوخيه والمحشي التي تكررت كثيرا لازاله مخاوف الغربه عني، لحين حضور زوجتي!
علمت أمس بوفاة البروفيسور الطبيب علي مرسي بألمانيا، الذي ادين له ولأسرته بالكثير والكثير في مشوار حياتي.
لا أملك سوي الدعاء له بالرحمة والمغفرة الحسنة، وان يسكنه الله فسيح جناته. وانا لله وانا اليه راجعون.