هل يصلح الصيام المتقطع لكل الناس؟!
الدكتورة آمال صبري
يُعَد الصيام المتقطع الآن من أكثر الأنظمة الغذائية صيتاً في عالم السمنة، كونه يساعد في نزول الوزن بالإضافة لفوائد عديدة أخرى، شريطةً، تطبيقه بالشكل الصحيح.
ويعني الصيام المتقطع، الامتناع عن الطعام، مع السماح بتناول المياه وبعض المشروبات لفترة خلال اليوم، أنت من تحدد عدد ساعاتها وأيامها تبعاً لظروف حياتك، وذلك لتعدد طرق ممارسته.
وكلما زادت عدد ساعات الصيام ليصل إلى 16 ساعة في اليوم، ليصبح مشابهاً للصيام الإسلامي كلما تمكنت من التمتع بفوائده التي أثبتتها الدراسات والأبحاث.
وقد أجمعت دراسات عديدة على أن الصيام المتقطع من أفضل الحميات الغذائية التي تقلل الالتهابات في الجسم، وتحسن مناعة وكفاءة الجهاز الهضمي عن طريق زيادة عدد البكتيريا النافعة في القولون، كما تعالج مقاومة الإنسولين، تلك الأسباب الرئيسية وراء كل الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع نسبة الدهون الضارة في الدم، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والشرايين وكذلك السمنة.
لذلك يتمتع ممارسوا الصيام المتقطع بتحسن عام في حالتهم الصحية والنفسية أيضاً وزيادة قدراتهم الذهنية، مما يجعله سلاحاً واقياً من إصابتهم بالشيخوخة المبكرة والزهايمر، كما انه يبطيء من الشيخوخة المصاحبة للتقدم في العمر.
كما يحسن الصيام المتقطع شكل الجسم، وذلك لأنه يزيد الكتلة العضلية بسبب زيادة نسبة هرمون النمو في أجسام متبعيه بإلإضافة إلى حرق الدهون.
هناك طرق متعددة لممارسة الصيام المتقطع؛
أبسطهم، الصيام لمدة 12 ساعة، وهو الأنسب للمبتدئين لتجنب الشعور بالإجهاد ولتهيئة الجسم للتدرج إلى الأسلوب الأمثل لزيادة حرق الدهون، وتحسين الأمراض المزمنة، وهو 16:8, وفيه تكون مدة الصيام 16 ساعة لذلك فهو المناسب لحالات زيادة الوزن والسمنة.
ثم التطرق للمستوى الأعلى لمن يستطيع، وهو الصيام لمدة 24 لمدة 1-2 يوماً في الأسبوع.
كما توجد أختيارات لعدد أيام الصيام، فمثلاً ممكن أن يصوم الشخص في البداية يوماً بعد يوم، وممكن أن يصوم يومين فقط في الأسبوع "5:2” مثل صيام الإثنين والخميس، ويفضل تقليل السعرات فيهما لنزول أفضل في الوزن، بحيث يتناول الرجل 600 سعرة حرارية، والمرأة، 500 سعرة حرارية.
وهناك من يمارس الصيام المتقطع كل أيام الأسبوع.
وهنا لابد من التنويه، بأن انتشار مثل هده المعلومات على وسائل التواصل الإجتماعي، قد أصبح سلاحاً ذو حدين، فيقبل الجميع على ممارسة الأنظمة الغذائية المتداولة دون الرجوع للطبيب المختص لمعرفة ما اذا كان هذا النظام يناسب حالته الصحية أم لا، أو حتى ليساعده في اختيار الأسلوب الأمثل له.
وقد حذر العلماء من ممارسة الصيام المتقطع من قبل الحوامل والمرضعات والأطفال، أي قبل بلوغ العام الثامن عشر من العمر، كذلك المسنين، حيث يزيد الصيام المتقطع من فرص إصابتهم بالجلطات والسكتات الدماغية واللأزمات القلبية، وكذلك المصابين بأمراض مزمنة تستوجب استمرارهم على أدوية في مواعيد ثابتة، أو المصابين بأمراض اضطرابات الطعام، والمصابين بالسكري من النوع الثاني بدون إشراف طبي.
والخلاصة، أن كل جسم له طبيعته الخاصة، والتي أحياناً ما تكون مختلفة عن الثوابت وعن المألوف.
ونحن في عالم الطب نعتبر أن كل جسم يُعَد كتاباً جديداً يضيف لمعلوماتنا العلمية وخبراتنا المهنية.
لذلك لا يوجد علاج واحد مناسب لكل الحالات، ولا تصلح حمية واحدة لكل الناس، فالاختلاف في كل شيء هو الحقيقة الثابتة في عالمنا.
مازال للحديث عن الصيام المتقطع بقية، فسوف نتكلم في المقال المقبل عن أشهر الأخطاء في ممارسته، والممنوع والمسموح من الطعام والشراب فيه، ونستعرض يوماً كاملاً في حياة من يمارسه، بكل وجباته ومشروباته.
استشارية طب الأطفال والتغذية العلاجية.