محاربة القلق ونوبات الهلع بالتغذية العلاجية
بقلم د. آمال صبرييعَد القلق من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً في العصر الحالي، بدايةً من سن المراهقة، وخاصةً في الإناث.
يسبب التوتر والضغوط النفسية ارتفاعاً في مستوى هرمونات التوتر في الدم مثل الأدرينالين، مما يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية وردود أفعال جسمانية شديدة، مصدرها شعور مفاجئ بالخوف بدون أسباب واضحة له، وهو ما يطلق عليه نوبات الهلع، والتي يمكن أن تحدث في أي وقت وفي أي مكان.
ومن أعراض نوبات الهلع" Panic attacks”؛
• هبات ساخنة مع تعرق شديد.
• سرعة في ضربات القلب مع زيادة معدلها.
• الإحساس بخطر أو موت وشيك.
• رعشة في الأطراف وقشعريرة.
• ضيق في التنفس وألم في الصدر.
ومع تكرار هذه النوبات، يتطرق الخوف لكل ما يحيط بالشخص المصاب بها، فيصبح دائم المشاكل مع المحيطين به في المنزل أو في العمل، أو دائم التردد على الأطباء لكثرة الشكاوى المرضية، أو يفضل العزلة التى غالباً ما تراوده فيها الأفكار الانتحارية.
وكثيراً ما يلجأ البعض إلى عالم المخدرات للهروب من مخاوفهم القاتلة، مما يعرضهم لمخاطر صحية وأزمات مالية ومشاكل أسرية، حتى تكتمل الدائرة المغلقة.
وتلعب العوامل الوراثية دوراً هاماً في زيادة نسبة التعرض لخطر الإصابة بالقلق ونوبات الهلع، بالإضافة إلى ضغوط الحياة، أو الإفراط في تناول الكافيين أو التعرض لحادثة نفسية بسبب وفاة أحد الأحباء أو التعرض لحادث اعتداء بدني أو جنسي.
ومن الخطورة تجاهل هذا الاضطراب النفسي الخطير المهلك للنفس والجسد.
وللوقاية من نوبات القلق تلك، لابد من تأمل النفس وإعادة اكتشافها ومعرفة شغفها ومواهبها، حيث أن ممارسة المواهب والهوايات تلهي النفس عن الخوف والقلق وتدعمها وتقويها وتسعدها.
وقد أثبتت الدراسات أن التوتر
يهدر مخزون الجسم من المعادن الهامة مثل الكالسيوم والمغنسيوم والفوسفور والبوتاسيوم مما يؤثر علي صحة الشخص ووظائفه الحيوية.
كما أثبتت الأبحاث أن الحساسية لأحد الأطعمة، ممكن أن تحفز نوبات الهلع،
ولذلك تلعب التغذية العلاجية دوراً هاماً في الوقاية والعلاج للقلق وما يصاحبه من مضاعفات، ويتوجب علي المصاب عمل أجندة طعام يومية، ليراقب ويسجل فيها نوع الطعام الذي يثير نوبات الهلع عنده.
وينصح خبراء التغذية بتناول وجبات صغيرة متعددة وتجنب امتلاء المعدة، كما يُنَصح بتجنب الكافيين الموجود في الشاي والقهوة والشيكولاتة والمشروبات الغازية، كذلك النشويات البسيطة كالخبز الأبيض والحلويات والمعجنات، والحد من تناول اللحوم وتفضيل الأسماك والبقول والخضار عنها.
ويوصى بتناول الحبوب الكاملة مثل الشوفان والبرغل والفريك والخبز الأسمر، والإكثار من الخضار وخاصة الورقي والبروكلي، والفواكه وخاصة الموز والفواكه المجففة مثل المشمش والتين.
وتحتوي الخميرة البيرة على مجموعة فيتامين "ب" المهدئة للأعصاب، لذلك ينصح بتناولها.
كذلك ينصح بتناول التلبينة " الشعير مع اللبن" لغناها بالمعادن المهدرة من التوتر .
ومن الأطعمة الأخرى الموصى بها، الزبادي والعسل الأسود والثوم.
وقد يلجأ المتخصصون لكتابة بعض المكملات الغذائية للمصابين بجرعات محددة تحت إشرافهم، وخاصة التي تحتوي على الكالسيوم والمغنسيوم، كونهما يعملان كمهدئات طبيعية ويساعدان على استرخاء العضلات، وكذلك مجموعة فيتامين "ب"، وفيتامين سي والزنك لقدرتهم على مواجهة التوتر وتهدئة الأعصاب أيضاً، والميلاتونين، كونه يساعد على النوم الهاديء.
كما تساعد ممارسة الرياضة على التخلص من التوتر والقلق.
والخلاصة، أنه من الأفضل لنا جميعاً أن نواجه آفة القلق ونقضي عليها، بدلاً من أن نحاول أن نهرب منها، فتدمرنا.
استشارية طب الأطفال والتغذية العلاجية.