مؤشرات الخطر تحلق..الحرب الروسية الأوكرانية تهدد بأزمة غذاء عالمية
"ما لا يحمد عقباه"، انطبقت قولاً وفعلاً، على السوق المصري، بل وامتد للعربي، وطال أيضاً العالمي، فقد اكتست أسعار السلع والمواد الاساسية والمنتجات الغذائية باللون الأحمر في البورصات العالمية، وانفجرت الاسعار خلال الفترة الراهنة بسبب تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى أزمة سلاسل التوريد المستمرة حتى الآن.
وأرتفعت أغلب المواد الخام والسلع الاساسية، بالبورصات العالمية بسبب تداعيات الصراع المسلح، في حين استقرت الصناعات الغذائية ولم تشهد أي ارتفاعات في السوق المحلي خلال الفترة الحالية، رغم ارتفاع الأسعار العالمية لعدد من مستلزمات الإنتاج والسلع التي تدخل في تصنيعها.
ويعود سبب الاستقرار، لانه لم يتم استيراد شحنات جديدة من السلع الأساسية والمستلزمات بالأسعار المرتفعة حتى الآن، لكي يتم رفع الأسعار بالسوق المحلي، خاصة أن الحرب اشتعلت منذ فترة قصيرة، ولكن تداعياتها كانت متلاحقة.
اقرأ أيضاً
- وزير الزراعة أمام البرلمان الدولة تتخذ كافة الإجراءات لمنع التعدى على الأراضي الزراعية
- شعبة النقل: سلاسل الإمداد ستلعب دورا حيويا فى تعافى الاقتصاد المصرى
- تراجع أعداد سفن الحبوب الأوكرانية في مضيق البوسفور إلى أقل من 40 سفينة
- موافى : التوسع في زراعة الأرز يعوض نقص واردات القمح بسبب الحرب الروسية الاوكرانية
- روسيا تحظر تصدير المواد الخام ..و«النجاري» : بوتين يضغط على احتياجات العالم
- الغزو الروسي لأوكرانيا يتسبب في فوضى لصادرات السلع الغذائية
- شركة Maersk العالمية توقف كافة خدمات الشحن من و إلى أوكرانيا
- أسعار القمح ترتفع لأعلى مستوى.. وزيت النخيل يصل لأسعار قياسية
- التموين تلغي مناقصة لشراء القمح بسبب ارتفاع أسعاره
- توقعات بريطانية بارتفاع أسعار الغذاء 5% خلال الربيع
- ارتفاع اسعار الحبوب عالميا بسبب مخاوف من نقص الإمدادات
- ارتفاع أسعار القمح عالميا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية
وسيسعى بعض التجار، لاستغلال هذه الازمة العالمية، وسيحاولون جاهدين إحداث زيادات في السوق المحلي، وذلك في محاولة لتعظيم أرباح من جانب الشركات أو التجار والوكلاء.
ومن المتوقع ان ترتفع أسعار بعض المنتجات الغذائية خلال الفترة المقبلة، تزامناً مع ارتفاع المكونات، خاصة التي ترتبط بمنتجات الألبان، ولا ننسى ان أسعار بعض السلع، التي تدخل في إنتاج عدد من المنتجات الغذائية، ارتفعت بالبورصات العالمية، مثل الزيت واللبن البودرة.
وارتفع متوسط سعر طن الزيت خلال الفترة الماضية إلى 30 ألف مقابل 25 ألف قبل الزيادة بسبب التخوفات من تداعيات الحرب الاوكرانية، وأزمة سلاسل التوريد، كما ارتفع سعر اللبن البودرة بنحو 10% ، ليسجل متوسط سعر الطن حوالي 67 ألف جنيه مقابل 65 ألف جنيه.
ويستورد السوق المصرية أكثر من87% من استهلاكها من الزيوت من الخارج، بمراحل إنتاجية مختلفة، تتنوع بين استيراد بذور وعصرها وتكريرها، أو استيراد زيوت وتكريرها، أو الاكتفاء بمرحلة التعبئة فقط.
كما تستورد القاهرة، الألبان البودرة من دولة ماليزيا وبلدان شرق آسيا وأمريكا، وتستخدم كمواد خام في صناعة منتجات الألبان والجبن.
وتشهد أسعار القمح، ارتفاعات كبيرة على خلفية الصراع الدائر، ويتبع ارتفاع أسعار القمح، زيادة في زيادة أسعار الدقيق الذي يدخل في صناعة المكرونات والمخبوزات والحلويات وغيرها.
وتشير التوقعات إلى ارتفاع تكلفة الشحن للواردات من السلع أو المواد الخام، مع ارتفاع أسعار النفط، الذي قفز نحو 20% خلال الأسبوع الأخير، ليقترب من 120 دولارًا للبرميل.
القمح والخبز ونصيب الأسد من الآثار السلبية:
ارتفعت أسعار القمح في مصر، بنحو ألف جنيه للطن بسبب توترات الحرب، وقفزة أسعار القمح عالميًا، فيما لم تتأثر إمدادات المطاحن لإنتاج الدقيق في السوق المحلي، وذلك وفقاً لاحصائيات غرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، والتي أكدت إن سعر طن القمح في مصر ارتفع بنحو ألف جنيه للطن، ليتراوح بين 6 آلاف إلى 6500 جنيه، نتيجة تداعيات الارتفاع العالمي نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية.
ونتج عن الارتفاع في سعر القمح، زيادة أسعار الدقيق الحر، والتي ارتفعت بنحو 20% لتتراوح بين 7 و8 آلاف جنيه للطن، وارتفعت أسعار القمح، اليوم الخميس، فوق مستوى 11 دولارا للبوشل للمرة الأولى منذ 14 عاما، مواصلة ارتفاعا بدأته مع إعلان الحرب قبل أسبوع، وكان حينها سعر البورشل 9.26 دولار للبوشل (27.2 كيلو).
ويجب ان نذكر هنا ان الدولتين المتصارعتين تسيطران على نحو 29% من تجارة القمح العالمية، وفقًا لبيانات CNBC، فيما تشير بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن روسيا كانت أكبر مورد للقمح إلى مصر في الموسم الماضي.
ووفقا لتصريحات وزير التموين، فإن مصر لديها مخزون استراتيجي من القمح لـ4 أشهر، لكن هيئة السلع التموينية أكبر مستورد في مصر للقمح ألغت مناقصتين هذا الأسبوع لشراء القمح بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض العروض المقدمة.
ويستورد القطاع الخاص نحو 30% من احتياج السوق المحلي من القمح، ويلجأ إلى تقليل وارداته خلال الأزمات أو ارتفاع الأسعار، وتعتبر الأسعار العالمية مجرد استرشادية، لا تنعكس حالًا على الأسواق والمستهلكين، لكن التجار والمستوردين يضعونها في الحسبان، لأن من يبيع قمحًا الآن يستورد بالسعر المرتفع.
أزمات لا تحصى .. مجرد بداية:
ولا تزال تداعيات العملية العسكرية للدب الروسي، تلقى بظلالها على أسعار السلع فى جميع دول العالم، بدأت بارتفاع أسعار النفط، حيث شهد خام القياس العالمى ارتفع بمقدار 3.5%، مسجلا 118 دولار للبرميل، كما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى تسجيل أعلى مستوى له منذ عام 2008 مسجلا 115 دولار للبرميل.
وطال ارتفاع الأسعار، السلع والحبوب والزيوت والغذاء، حيث قفزت أسعار القمح العالمية إلى 5% فى أعلى نسبة ارتفاع منذ 14 عاما.
وارتفعت أسعار العقود المستقبلية للقمح فى بورصة شيكاغو العالمية، بنسبة 8.7% لتصل إلى 9.34 دولار لكل 3/4 بوشل، وصعدت أسعار الذرة 5%، تقدمت أسعار فول الصويا 3.9%، وزادت عقود فول الصويا لشهر مايو 4.2 % إلى 17.41 دولار للبوشل مسجلة ارتفاعا لسادس جلسة على التوالى، وزاد سعر زيت النخيل فى بورصة كوالالمبور الماليزية 5.1%.
روسيا وأوكرانيا "مصدر العيش والعيشة" :
تستورد الدول العربية مجتمعة 60 % من احتياجاتها للحبوب من روسيا وأوكرانيا، ويعتبر الأمر الرئيسي الذي يؤجج الأزمة، ان 50% من القمح الذى يستخدمه برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة يأتى من أوكرانيا، كما قفزت أسعار الذرة العالمية بنسبة 5.12% إلى 7.18 دولار لكل بوشل.
تسهم روسيا وأوكرانيا بنحو 29 % من صادرات القمح العالمية، و19 % من إمدادات الذرة فى العالم، و80 % من صادرات زيت دوار الشمس، الأمر الذى يجعل التجار يخشون أن تؤثر أى الاشتباكات بين جيشى البلدين على حركة الحبوب، وتدفع المستوردين للبحث عن بدائل للإمدادات القادمة من منطقة البحر الأسود.