العدوى.. أسبابها وكيفية انتشارها وطرق الوقاية منها
بقلم: د. عبد الله أسامة* الجيزةيمكن تعريف ( العدوى - İnfection) بشكل بسيط على أنها دخول مادة غريبة لجسم الإنسان وانتشارها من شخص لآخر، وقد لا يعاني المصابون من العدوى من أية أعراض خلال الأسابيع الأولى التي تتلو الإصابة.
تنتشر العدوى عادةً من خلال التلامس المباشر بين حامل العدوى والشخص السليم أو عن طريق الرذاذ أو العطاس أو الرذاذ المنتشر بالهواء المحيط، أو الأسطح الملوثة أو استخدام الأدوات الشخصية للمصاب بالعدوى أو الاتصال الجنسي بالمريض أي أنها بشكل كبير تنتقل عند الاختلاط المباشر بين كلا المصاب والشخص السليم .
أكثر الأماكن نقلاً للعدوى وحسب دراسات عديدة، هي المستشفيات، وعدوى المستشفيات معرض لها المريض والزوار وحتى الفريق الطبي وجميع العاملين بالمستشفى ما لم يأخذوا باحتياطات السلامة والوقاية ومكافحة العدوى ، ولذا وجب الحد من عدد زوار المريض بالمستشفى خلال فترة تلقيه العلاج وعدم الجلوس بتاتاً على سرير المريض أو ترك الأطفال يزحفون على أرضية غرفة المريض بالمستشفى، ووجب التنويه على تنظيف اليدين قبل وبعد دخول المستشفى بالكحول والمطهرات وعدم لمس أي أجهزة طبية داخل غرفة المريض وارتداء الكمامة.
اقرأ أيضاً
- شعبة دواجن القاهرة توضح أسباب ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء
- حمى اللبن فى الماشية.. أعراضها وأسبابها وكيفية علاجها
- الآفات الحشرية التي تصيب محصول الفول البلدي وكيفية مقاومتها «ملف كامل»
- أسباب قلة عقد الأزهار بمحصول الطماطم المزروعة في الصوب الزراعية
- أسباب حدوث أزمة الاعلاف بقطاع الدواجن.. وما هى افضل البدائل الطبيعية؟
- لمربي الماعز والأغنام .. كيفية تلافي الأخطاء الشائعة عند بدء مشاريع التربية
- لمزارعي القمح .. كيفية علاج أضرار ظاهرة التغريق في ديسمبر ويناير
- أستاذ بحوث الماعز يوضح افضل السلالات إنتاجا وأسباب تفوق المحلي على المستورد
- رغم التحديات والأزمات.. تعرف على أسباب ارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية
- لمربي دواجن التسمين .. تعرف على أسباب السردة في دورات التربية
- الأضرار الناتجة عن إصابة المحاصيل الشتوية بدودة الحشد الخريفية.. وكيفية مكافحتها
- وصلنا للندرة المائية وهذه الأسباب
وقبل الدخول إلى غرفة المريض يُفضل استشارة طاقم التمريض عن طبيعة العدوى المصاب بها المريض والطرق الوقائية المناسبة لحالته، وفي مصر أصبحت تطبق المعايير العالمية في مكافحة العدوى والتعقيم .
ننتقل إلى أنواع العدوى والتي تتشعب وتنقسم إلى نوعين أساسيين وهي العدوى البكتيرية والعدوى الفيروسية، لكن في البداية يجب العلم أنه ليست جميع البكتيريا ضارة فجسمنا على سبيل المثال يحتوى على مجموعات كبيرة من البكتيريا والتي تساعد في الهضم أو حتى زيادة القدرة المناعية للجسم ، لكن هناك أنواع أخرى ضارة وأكثر مصادرها هو الغذاء، ومما قد تسببه من حمى وإسهال والعديد من الأعراض الناتجة عن ذلك وللحد من الإصابة بها يجب غسل الطعام بشكل جيد وطهيه جيداً وعدم شراء الأطعمة الغير معروف مصدرها أو جودتها .
أما الفيروسات فهي أجسام أصغر حجماً من البكتيريا تتشكل من المادة الوراثية DNA أو RNA ومحاطه بغشاء بروتيني ولا تستطيع التكاثر لوحدها يلزم لها وسيط أو عائل
الفيروسات تسبب العديد من الأمراض المعدية مثل فيروسات الانفلونزا والكورونا وهي من أنواع فيروسات الجهاز التنفسي وفيروسات أخرى مثل الهيربس وجدري الماء التي تصيب الجلد وفيروسات الالتهاب الكبدي والايدز .
أما البكتيريا فقد تسبب التهابات السحايا والتهاب الأذن الوسطى والسُل والتهاب الحلق .
وهنا يجب أن ننوه على ملاحظة هامة وهي أن المضادات الحيوية غيرفعالة بتاتاً في حالات العدوى الفيروسية ولا تؤثر إلا على العدوى البكتيرية فقط
وتحذر منظمة الصحة العالمية WHO من الاستخدام الجائر للمضادات الحيوية مما قد تسببه من مشكلة عالمية قد تهدد الأمن الصحي العالمي وهي مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية .
فبالنسبة لأنواع الأمراض المعدية كالحمى الشوكية والحصبة وداء الكلب والبلهارسيا لا يعتبر مرض السرطان معدياً ولا ينتقل من شخص لآخر لا عن طريق الاتصال مهما كان وثيقاً ولا باللمس أو التقبيل أو حتى الأواني المستعملة من طرف محارب السرطان، وهناك دراسات عالمية تمت ومازالت مستمرة في هذا الموضوع والتي مازال العمل عليها جارياً بعد احتمالية أن يكون السرطان معدياً فقط في حالة زراعة الأعضاء ومازالت الدراسات قائمة في هذا الموضوع .
أما عن حديث سيدنا محمد ﷺ " لا عدوى ولا طيرة " وهو حديث ثابت صحيح وقد قال الأئمة فيه بأن ما يعنيه هذا الحديث أنه لا عدوى مؤثرة بذاتها ولا يؤثر شيء إلا بقدر الله ، فالحديث من باب المعتقد أن تعتقد يقيناً أن لا شيء مقدر إلا بأمر الله أما من باب العمل فالأخذ بالأسباب من سبل وقاية وما من داء إلا وله دواء.
* باحث كيميائي