كيف كان النظام الغذائي للبشر قبل اكتشاف الزراعة.. علماء يكشفون معلومات مثيرة
محمود راشدكشفت دراسة حديثة، أجراها معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا، عن النظام الزراعي للبشر في الشرق الأوسط قبل 11500 عام.
وأوضحت الدراسة، أن ظهور الزراعة في الشرق الأوسط كان علامة فارقة بالنسبة للبشرية، حيث تجاوز الطريقة التي كان يعيش عليها الصيادون وجامعو الثمار منذ ظهور الإنسان العاقل (هومو سابينس) قبل أكثر من 300 ألف عام في أفريقيا.
ويعد النظام الغذائي للبشر قبل حقبة الزراعة أمرا غامضا بعض الشيء قبل أن تكشف الدراسات الحديثة وهيكلة الممارسات الغذائية في شمال أفريقيا عن توثيق نظام غذائي يعتمد بشكل كبير على النباتات.
اقرأ أيضاً
- ختام معرض وتريكس لتكنولوجيا تنقية وتحلية مياه الصرف بمشاركه 120 شركة عالمية
- «الاستعلامات»: «بلومبرج» تتراجع وتصحح أخطاء منشوراتها عن الاقتصاد المصري
- «البحث العلمي» تسترجع أمجاد الحشرات والطيور النافعة في التراث المصري القديم
- الحكومة: مركز لوجيستي ضخم لتخزين وتجفيف الحبوب بالتعاون مع بيلاروسيا
- «السيسي» يؤكد ضرورة النفاذ الكامل والكافي للمساعدات الإنسانية لغزة
- مع بداية الأجواء الربيعية.. «مناخ الزراعة» يكشف أهم التوصيات الزراعية للمحاصيل
- تنفيذ يوم حقلي بأسيوط للتأكد من عدم إصابة محصوليّ الثوم والبطاطس
- رئيس حماية المستهلك ومحافظ الغريية يقودان حملة على الأسواق لضبط الأسعار
- هل يصلح تجميد زيت الزيتون؟
- محصول البطيخ حول العالم يقاوم تغيرات المناخ.. تراجع في إسبانيا واستقر بفرنسا
- تعرف على توصيات للحصول علي إنتاجية عالية لمحصول الفاصولياء
- «يوم حقلي» بالدقهلية يناقش مشروع ترشيد إستخدام المياه في الأنشطة الزراعية
وأضافت الدراسة، أن العلماء فحصوا البصمات الكيميائية الموجودة في عظام وأسنان جمعت من رفات سبعة أشخاص، بالإضافة إلى أسنان منفصلة مختلفة يعود تاريخها إلى نحو 15 ألف سنة.
وكشفت تلك الفحوصات عن نوع وكمية النباتات واللحوم التي كان يتناولها هؤلاء الأشخاص والتي تم العثور عليها داخل كهف خارج قرية تافورالت في شمال شرق المغرب حيث كان هؤلاء الأشخاص جزءا مما يسمى بالحضارة الأيبيروموروسية.
وكان أصحاب الحضارة الأيبيروموروسية من الصيادين وجامعي الثمار الذين سكنوا أجزاء من المغرب وليبيا منذ ما يتراوح بين 11 ألف إلى 25 ألف عام تقريبا يتخذون من هذا الكهف مكانا للمعيشة وموقعا للدفن.
وتم العثور في الموقع المذكور على بقايا نباتات برية مختلفة صالحة للأكل منها الجوز الحلو والصنوبر والفستق والشوفان والبقوليات. بالإضافة إلى الحيوانات الرئيسية التي كانوا يصطادونها، وهي وفقا للعظام المكتشفة في الكهف، عبارة عن نوع يسمى الأغنام البربرية.
ووجد الباحثون أن هؤلاء الأشخاص كانوا يأكلون النباتات البرية فقط حيث لم يطور أصحاب الحضارة الأيبيروموروسية الزراعة أبدا والتي عرفها شمال أفريقيا في زمن متأخر نسبيا.
وخزن الصيادون وجامعو الثمار النباتات الصالحة للأكل على مدار العام لتعويض النقص الموسمي في الفرائس وللحصول على إمدادات غذائية منتظمة.
وأوضحت الأبحاث أن هؤلاء الأشخاص استخدموا الكهف لفترات طويلة من كل عام بحثا عن موارد للغذاء مما يشير إلى نمط حياة أكثر استقرارا من مجرد التجوال في البرية.
وأضاف الباحثون، أن هؤلاء الناس استغلوا النباتات البرية التي تنضج في مواسم مختلفة من السنة، كما أكدت تجاويف أسنانهم اعتمادهم على الأنواع النباتية النشوية.
وأوضحت طالبة دكتوراة بمعهد ماكس بلانك وتدعى زينب مبتهج أن: «المعتقد السائد هو أن النظام الغذائي للصيادين كان يتكون في المقام الأول من البروتينات الحيوانية. ومع ذلك، فإن الأدلة التي عثر عليها داخل قرية تافورالت تظهر أن النباتات شكلت جزءا كبيرا من قائمة طعام الصيادين».
فيما أضافت كليرفيا جاوين، عالمة الكيمياء الجيولوجية الأثرية في وكالة الأبحاث الفرنسية والمؤلفة المشاركة في الدراسة أن هذا أمر مهم لأنه يشير إلى أنه من المحتمل أن عددا من شعوب العالم قد بدأ بالفعل في إدراج كمية كبيرة من النباتات في نظامه الغذائي في الفترة التي سبقت تطوير الزراعة.