التأثيرات البيئية للتخزين الخامس فى سد النهضة
بقلم: د. عباس شراقي *تتعدد أضرار التخزين الخامس فى سد النهضة لتشمل أيضا تأثيرات بيئية مثل زيادة الفاقد نتيجة البخر مع اتساع سطح البحيرة حيث تقترب من 1700 كم2، وتقدر بحوالى 3 مليار م3/سنة، وكذلك التسرب فى الصخور المحيطة لخزان السد من خلال التشققات والفراغات، ولايوجد رقم محدد نظرًا لعرقلة إثيوبيا عمل أى من عشرات الدراسات المطلوبة لسد النهضة والتى أوصت بها لجنة الخبراء الدوليين (IPoE) فى مايو 2013 بتنفيذها فى أسرع وقت، وتم اختيار المكتب الفرنسى بى أر إل (BRLingenierie) للقيام بها ولكنه توقف قبل أن يبدأ، والسد اقترب من الانتهاء الانشائى (الخرسانى) بدون تحقيق الدراسات المطلوبة، وتتدعى إثيوبيا أنها نفذتها بمفردها ولكن لم يعرض أى شئ على مصر أو السودان.
من التأثيرات البيئية أيضا زيادة الحمل الناتج من وزن السدين الرئيسى والمكمل (اجمالى 75 مليون طن)، ووزن المياه المخزنة فى البحيرة ومابها من ترسيبات الطمى (حوالى 53 مليار م3 تعادل أكثر من 53 مليار طن) على الأرض المتشققة، يزيد من استعدادها لحدوث الزلازل بجانب نشاط الاخدود الأفريقى العظيم الذى يعتبر أكبر فالق على سطح يابس الكرة الأرضية، ويشكل أنشط المناطق الزلزالية والبركانية فى أفريقيا.
من التأثيرات البيئية أيضا تحلل الأشجار الغارقة فى مياه البحيرة وتأثيرها على نوعية المياه، وإحداث تغير فى التنوع البيولوجى للمنطقة لحيوانات التربة والحيوانات البرية، وغرق بعض المناطق التعدينية وانتقال بعض العناصر الثقيلة مثل الرصاص والنحاس واليورانيوم والمنجنيز فى المياه، وتغير محلى فى المناخ لإقليم بنى شنقول من حيث درجة الحرارة والأمطار، والتأثير على خصوبة الأراضى الزراعية السودانية نتيجة حجز الطمى، وارتفاع منسوب المياه الجوفية فى منطقة سد النهضة.
د عباس شراقي استاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة