”زراعة الدقهلية” تنظم قافلة إرشادية حول المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية
كتبت ـ جميلة حسننظمت مديرية الزراعة بالدقهلية، اليوم الثلاثاء، قافلة إرشادية بمشاركة كلية الزراعة جامعة المنصورة، حول المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية، وذلك بحضور المهندس فوزى الحضرى وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية، والدكتورة مروة محمود الأستاذ بكلية الزراعة جامعة المنصورة، ومايسة الشناوى مسئولة بالمركز الإعلامى بالمنصورة، والمهندس محمد عبد المنعم عابد مدير إدارة المكافحة الحقلية، والمهندس أحمد جاد مدير إدارة الإرشاد، والمهندس محمد عبد المنعم عجور مدير إدارة المكافحة البستانية، ورؤساء أقسام المكافحة الحقلية والبستانية والإرشاد بالإدارات الزراعية بالدقهلية.
تناولت القافلة الحديث عن المكافحة المتكاملة نظام إدارة تعداد الآفة والذي يستخدم كل الطرق المناسبة لخفض هذا التعداد والسيطرة عليه وبقائها دون الحد الذي يسبب عندها ضرر إقتصاديًا، ويتطلب ذلك تكاثف طرق المكافحة المختلفة الطبيعية والميكانيكية والحيوية والكيماوية والتشريعية والذاتية في نظام أمثل يهدف إلى تخفيض أضرار الآفات مع المحافظة على سلامة البيئة.
ومن أهم أسس المكافحة المتكاملة مراقبة الآفات، وتشمل المراقبة والرصد والتنبؤ للأطوار الكاملة للآفة وذلك بإستخدام المصائد الفرمونية والغذائية والضوئية، بالإضافة إلى اعتماد الحد الإقتصادي الحرج وحد الضرر الإقتصادي عند اتخاذ أي قرار بالمكافحة الكيميائية والعمل على تحديد توقيت عملية المكافحة واختيار المبيدات المتخصصة والآمنة بيئيًا مع ضرورة تربية وإطلاق الأعداء الحيوية للمحافظة على البيئة “المكافحة الحيوية” والتركيز على مكافحة مناطق الإصابة فقط (الرش الجزئي).
وتم التأكيد على أن عملية مراقبة الآفات هي عملية فحص وكشف دقيق للنبات تتم على فترات منتظمة وتهدف إلى ملاحظة ومعرفة تواجد الآفة في النبات وعلى أي جزء من أجزاءه تشكل خطرًا (الكشف المبكر للإصابة)، ومراقبة الآفة فيما إذا كانت أعدادها في تزايد أم لا، و بهدف معرفة وجود أعداء حيوية ومدى كفاءتها، وموعد ظهورها وسلوكها بالتغذية، وجمع معلومات كافية عن دورة حياتها وعدد أجيالها وأخيرًا الوصول إلى قرار لضرورة المكافحة.
أما توقيت عملية المكافحة فيعتبر من أهم الخطوات التي تُتخذ عند إتخاذ القرار للمكافحة، لأن بعض أطوار الآفات تكون حساسة للمبيدات أكثر من غيرها، مما يؤدي إلى زيادة فعالية المبيد ضد الآفة (وهو الهدف الذي نسعى إليه لتخفيض الضرر بقتل أكثر عدد ممكن من الآفات والضرر يتمثل في زيادة في حجم الأفراد وزيادة في عدد الأفراد.
العديد من الأسباب أدت إلى إستخدام المكافحة المتكاملة كبرنامج معتمد دوليا للحد من إنتشار الآفات والحد من ضررها الإقتصادي والمحاولة الحثيثة في الحفاظ على البيئة متوازنة، منها ما هو مرتبط بالمبيدات نفسها ومنها ما هو مرتبط بمحاولة الإعتماد على الطرق الآمنة بيئيًا على الإنسان والحيوان والبيئة.
فالمبيدات عبارة عن سموم تفتك بكل ما هو حي ولا ينجو من خطرها حتى الهواء الذي نتنفسه وبالتالي يجب التقليل من إستخدامها حفاظًا على الإنسان والحيوان والبيئة، والمحافظة على الأعداء الحيوية والتوازن البيئي أمر هام لإستدامة الحياة ودعم قرار إختيار أفضل الطرق والمواعيد لمكافحة الآفات، وظهور سلالات مقاومة من الآفات للمبيدات وبالتالي فإن استخدام المبيدات لا يسبب إلا في تلوث البيئة، والحد أو التقليل من مصاريف الإنتاج لتحقيق عوائد أفضل وخاصة مع زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج نتيجة إستخدام الرش العشوائي وغير المنتظم وزيادة الإنتاج نتيجة العمليات الزراعية وتحسين النوعية والتي تعتبر أحد مكونات المكافحة المتكاملة حيث تشترط الدول المستوردة بعدم وجود متبقيات أعلى من الحد المسموح به عالميًا مما يقلل من فرص التصدير والحصول على العملة الصعبة.
أما وسائل المكافحة المتكاملة، فتتضمن مكافحة طبيعية وتشمل مكافحة غير حيوية تتضمن الحرارة، الأمطار، الرياح، الجفاف. ومكافحة حيوية تتضمن المفترسات، المتطفلات، الممرضات.
والمكافحة التطبيقية تشمل المكافحة الزراعية وذلك يجعل الظروف البيئية غير مناسبة للآفة وتهيئة الظروف المناسبة لنمو المحصول.
أهم وسائل المكافحة الزراعية، اختيار التربة المناسبة للمحصول حيث أن كل محصول يحتاج إلى تربة معينة سواء كانت حامضية أو قاعدية أو متعادلة، واختيار التقاوي السليمة حيث يعد اختيار التقاوي السليمة الخطوة الأولى في المكافحة فعند إختيار تقاوي سليمة تنتج نباتات قوية خالية الآفات والأمراض، وإتباع الدورة الزراعية من أهم العمليات للمحافظة على خصوبة التربة وعامل مهم في تخفيض الإصابة بالآفات، وبالنسبة لمواعيد الزراعة فالتبكير بالزراعة يؤدي إلى حماية المحصول وخفض الإصابة من الآفات وإتباع طرق زراعية مناسبة وعلى عمق مناسب مع التغطية المناسبة يعمل على الحماية من الإصابة، كما أن الحرثة الجيدة عملية أساسية بهدف تفكيك التربة لإستقبال أكبر كمية ممكنة من الأمطار وإزالة الحشائش الضارة التي تنمو وتؤثر على المحصول، ومنع تشقق التربة، وزيادة خصوبة التربة، وتخفيض عدد الآفات بقتلها وتعريضها للظروف الجوية القاسية وللأعداء الحيوية وزيادة قوة نمو جذور النبات لتصبح أكثر انتشارًا، وأيضًا العمليات الزراعية الأخرى كالتسميد والرى والتقليم وجميع العمليات الزراعية الأخرى.
وتحتل المكافحة الميكانيكية مكانًا هامًا من طرق المكافحة المتكاملة ومنها المصائد بأنواعها سواء مصائد غذائية جاذبة أو مصائد فرمونية أومصائد ضوئية.
وتتم المكافحة الحيوية باستخدام الأعداء الحيوية الموجودة في الطبيعة وبمعنى آخر أن لكل كائن حي أعداؤه الطبيعية، وأهم عناصرها الإفتراس، والمتطفلات، والممرضات، ومن ميزات هذه الطريقة الإستغناء كليًا أو جزئيًا عن المبيدات الحشرية، وقلة تكاليفها النهائية وسهولة تنفيذها في الحقل، تخصصها المطلق في كثير من الأحيان والأهم من ذلك كله أنها غير ضارة للإنسان والبيئة.
وتتم المكافحة التشريعية من خلال التشريعات التي تتخذها الدول لمن دخول أي آفات حجرية من خلال المراكز الحدودية.
كما تم التطرق إلى المكافحة الكيماوية (المبيدات)، مع الإشارة إلى أن المبيد بنتشر في بيئة الآفة بوسائل مختلفة، فيعمل على قتلها أو منع تكاثرها بهدف تخفيض أضرارها، وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يموت شخص واحد كل دقيقة بسبب التسمم بالمبيدات إضافة إلى الأمراض المزمنة التي تسببها هذه المبيدات.
أصبح من الضرورى اعتماد ودعم برامج المكافحة المتكاملة للافات الزراعية بكل أركانها الزراعية والتشريعية والحيوية والميكانيكية، أما الكيماوية فالمبيد شر لابد منه وإستخدامه بنجاح في المكافحة المتكاملة يعتمد على إختيار المبيد المناسب للآفة المناسبة بالجرعة المناسبة والرش بالوقت المناسب وغير ضار للأعداء الحيوية في الطبيعة وآمن بيئيًا على الإنسان والحيوان والبيئة.