الحقيقة الكاملة حول السماد العضوي في الزراعة والأراضى الصحراوية
كتب ـ محمود البرغوثي الجيزةحذر خبير "الأرض" من الاعتماد على المواد العضوية التي تضاف للأرض الزراعية، خاصة الصحراوية، كسماد بالمعنى الشائع والدارج لدى بعض المزارعين.
وكشف الخبير أن المادة العضوية في شتى صورها (الكمبوست، السباخ البلدي، والمخلفات المفرومة)، ليست سوى خامات دبالية نباتية أو حيوانية، تفيد في تنمية النشاط البكتريولوجي النافع في التربة الزراعية، خاصة الصحراوية، التي لا يمكن للأحياء الدقيقة العيش فيها، بدون رطوبة أو "دبال".
وشرح الخبير حقيقة المواد العضوية، التي يُصطلح عليها كأسمدة عضوية، مؤكدا أن الأرض الصحراوية، سواء رملية، أو مختلطة بكربونات أو بيكربونات الكالسيوم، أو أو بها طبقات من التربة الطفلية الثقيلة، تعاني من ارتفاع رقم الحموضة ph، أي أنها عادة ما تكون قلوية مرتفعة، وهذه القلوية تعمل على صعوبة أو تعقيد امتصاص العناصر الغذائية، سواء الموجودة طبيعيا في تكوين التربة، أو التي تضاف إليها نثرا أو مع مياه الري كسماد.
وأفاد خبير " الأرض" أن المواد العضوية، التي يجب خلطها جيدا في منطقة انتشار المجموع الجذري، تعمل على الاحتفاظ بنسبة جيدة من مياه الري لفترة جيدة، تعين على تكاثر الأحياء الدقيقة النافعة، التي بدورها تعمل على تحليل هذه المواد العضوية أو الدبالية، وبالتالي تتحرر منها أحماض عضوية، تساعد على خفض القلوية، وتفيد في تسريع التبادل الكتيوني بين روابط الأسمدة الكيميائية المضافة، أو المتحررة من تفاعل البكتيريا مع طبقات التربة.
وأضاف الخبير أن المواد العضوية ومثلها الغروية، مثل "الطين" ذات شحنة سالبة، وبالتالي تُدْمص عليها الأيونات الموجبة من اليوريا، وسلفات النشادر، ومعظم الأسمدة الكيميائية، وبالتالي فإضافتها توفر بيئة لتخليب الأسدة المضافة، والبقاء عليها فترة جيدة في منطقة انتشار الجذور.
وأشار الخبير إلى أن البكتيريا النافعة تعمل على تحويل اليوريا وسلفات النشادر (الأزوت العضوي) إلى أمونيا، ثم إلى حامض نيتريك، ثم إلى نترات في صورتها النهائية (النترتة) لوصولها إلى الصورة المثلى لعملية التحول داخل أوراق النبات إلى الأحماض الأمينية، ليستفيد النبات من جزء منها في صورة بروتينات، والجزء الآخر في صورة كربوهيدرات.