الأحد 22 سبتمبر 2024 09:37 صـ 18 ربيع أول 1446هـ
الأرض

رئيس مجلس الإدارة خالد سيف

رئيس التحرير محمود البرغوثي

المدير العام محمد صبحي

مقالات الرأي

مُنتهى أمله أن يتنفس!!

الكاتب مأمون الشناوي
الكاتب مأمون الشناوي

داهمني - وعلى حين غِرةٍ مني - ألم حاد في موضع لم أكن أتوقعه من جسدي الذي حافظت عليه كثيراً طوال عمره المديد الذي صاحبني فيه !!.
كنت دائماً أضع قول الله تعالي ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) نصب عينيّ ، وجعلت من هذا الجسد أمانة عندي ، سوف أقوم بتسليمها في نهاية الرحلة إلى بارئها كما تسلمتها أول مرة ، قدر استطاعتي !!.
وكنت - ومازلت - علي قناعة أن هذا الجسد مُقدس ، لأنه صناعة الله ، ولأنه نفخ فيه من روحه ، فكيف أعبث بروح الله مُنساقاً وراء شيطان مريد أو هوي مريض أو رغبة دونية !!.
حتي في طعامي ؛ نأيت بهذا الجسد عن كل ما يفسده أو يعطبه ؛ فجنبته مَشقة هضم اللحوم وزفارة الأسماك ، وخاصة في هذا الزمان الذي خربت فيه الذمم ، فضرب الفساد كل ما تنتجه الأيدي الفاسدة ، وحرمت علي هذا الجسد كل مايصنعه الآخرون من طعام جاهز ، واكتفيت بماتنتجه الأرض والكائنات من خضروات وألبان وفاكهة وعسل ، وهي خيرات وفيرة وفائضة والحمد لله !!.
ولكنني - فجاة - وجدتني أواجه ألماً حاداً فوق احتمالي !!.
وأنا أتعامل مع الألم بتأمل ، لابسخط وتبرم ، ولا أستطيع التعبير عنه بأية صورة ، أتأمله وأنا أعرف بأنه نعمة عظيمة ؛ فهو مجرد جرس إنذار للعقل لكيّ ينتبه إلى عطب ما ضرب هذا المكان ، وعليه أن يسارع بإصلاحه ، وهو نعمة حقيقية ؛ فلك أن تتخيل لو لم يكن هذا الألم يدق جرسه لينبهك ، وترك هذا العضو يعاني وحده ما أصابه حتي يقضي حتفه ، فالألم إذن نعمة ، لانقمة !!.
سارعت إلى استشارة أهل العلم من الأطباء ذوي الاختصاص فأفادوني ، وبفضل هذا الألم تجنب الجسد كارثة انهيار محتوم !!.
واتساقا مع تأمل ماجري ،
يا ألله ، ألهذا الحد أنت ضعيف أيها الإنسان ، وفي لحظةٍ ترهن الدنيا كلها لقاء تخفيف ألمٍ أو آهةٍ مكتومة !!.
أوكل هذا جراء قطرات من الماء شربتها ، ثم استعصت علي الخروج !!.
طلب الخليفة العباسي { هارون الرشيد } كوباً من الماء ليروي به ظمأه ، فقال له { بهلول } أخوه :
- ( بكم تشتري هذا الكوب ياهارون ) ؟!.
قال هارون :
- ( بنصف مُلكي ) !!.
قال بهلول :
- ( واذا احتبس فيك ، فكم تدفع لإنزاله ) ؟!.
قال هارون بلا تردد :
- ( بنصف مُلكي الآخر ) !!.
قال بهلول ساخراً :
- ( إذن بئس هذا المُلك الذي لايساوي شربة ماء ) !!.
نعم ، بئس كل مال وجاه وسلطان لايساوي شربة ماء ، تشربها ثم تجد سبيلها بيسر عندما تشاء ، دونما احتباس أو معاناة !!.
ثم امتد خيط التأمل إلى منتهاه ، فإذا به يدلني علي ماهو أبشع وأخطر ؛ هذاالفيروس اللعين الذي يضرب الإنسان في رئتيه ، ويصبح منتهي أمله أن يتنفس ، فقط يتنفس !!.
أنت في نعمة كبري - يا سيدي - إذا شربت الماء ، وانصرف ، وإذا استنشقت الهواء ثم أطلقته زفيراً !!.
فحياتك كلها - أيها الإنسان الجبار - مرهونة بقطرة ماء ونسمة هواء.

آه واللهِ ، تخيّل !!

...................

اقرأ أيضاً

* كاتب وشاعر

مُنتهي أمله أن يتنفس مياه الشرب الهواء الماء الهواء مأمون الشناوي
300*300

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 26.389426.4778
يورو​ 27.962328.0664
جنيه إسترلينى​ 31.743931.8687
فرنك سويسرى​ 28.403228.5167
100 ين يابانى​ 20.156920.2290
ريال سعودى​ 7.01857.0438
دينار كويتى​ 86.138786.4552
درهم اماراتى​ 7.18417.2101
اليوان الصينى​ 3.83123.8462

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 1,874 شراء 1,897
عيار 22 بيع 1,718 شراء 1,739
عيار 21 بيع 1,640 شراء 1,660
عيار 18 بيع 1,406 شراء 1,423
الاونصة بيع 58,290 شراء 59,001
الجنيه الذهب بيع 13,120 شراء 13,280
الكيلو بيع 1,874,286 شراء 1,897,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 09:37 صـ
18 ربيع أول 1446 هـ 22 سبتمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:16
الشروق 05:43
الظهر 11:48
العصر 15:15
المغرب 17:52
العشاء 19:10