”كواشيوركور” .. مرض مميت للأطفال

الـ "كواشيوركور" اسم مرض مرض خطير، يضعف الجهاز المناعي للأطفال، فيجعلهم عرضة للإصابات المتكررة بالأمراض، أخطرها "الالتهاب الرئوي" الذي يسبب الوفاة.

والكواشيوركور ينتج عن سوء التغذية، خاصة نقص البروتين الكامل الذي يحتوي على الأحماض الأمينية الثمانية، التي لا يمكن للجسم تكوينها بنفسه، لذا، لابد من أن يحصل الطفل عليها في غذائه، ولهذا يشيع الكواشيوركور في البلدان التي تنتشر فيها المجاعات والبلدان الفقيرة والنامية، والتي يكثر فيها عدد الولادات المتعاقبة لدى الأم، فلا تستطيع إكمال رضاعة أطفالها بحليبها الغني بالبروتين.

 ويرجع مصدر المصطلح "كواشيوركور" إلي اللهجة الأفريقية، ويعني "الطفل المستبعد"، ويظهر لدي الأطفال من جيل الرضاعة وحتى جيل 3 سنوات، الذين تم استبعادهم عن الرضاعة، أو في حالة إرضاع الأم طفلين في آن واحد، فتضطر لأن تقدم لأطفالها أطعمة تفتقر للبروتين، وتكون معظمها مواد نشوية مثل الأرز والبطاطس، وهذا أهم أسباب ظهور المرض.

وهناك بعض الحالات النادرة يكون فيها نقص البروتين نتيجةً طبيعية لسوء الامتصاص، بسبب إسهال مزمن أو خسارة البروتين بسبب مشاكل في الكلى أو الحروق أو نتيجة عدم إنتاج البروتين بسبب مرض مزمن في الكبد.

ولأن نقص البروتين يؤدي إلى امتلاء مناطق في الجسم بالسوائل، فتتورم، مما يجعل الطفل يبدو سميناً ذو كرشٍ ممتلئ وقدمين ويدين ممتلئتين، قتسعد به الأم وهي لا تعلم بمأساة طفلها، وسرعان ما تظهر عليه أعراض الهزال الشديد والضعف العام وضعف التواصل الذهني والبلادة وعدم النمو.

 كما تظهر تغيرات في لون بشرة الطفل، فتميل للشحوب مع جفاف الجلد وتقشره، ليبدو أحياناً كالجلد المحروق، مع ترقق الأظافر وتكسرها وتساقط الشعر واصفراره نتيجةً نقص الفيتامينات والمعادن المهمة.

ويتضخم الكبد نتيجةً للارتشاح الدهني، وهنا لابد من احتجاز الطفل في المستشفى لعلاجه الذي يعتمد على مد الجسم بالعناصر الغذائية الناقصة، وتكون في صورة مكملات غذائية عالية البروتين، ووجبات منتظمة من الحليب الصناعي والأغذية الغنية بالبروتين أيضا.